للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا {٤٦} قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا {٤٧} وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا {٤٨} فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيًّا { [سورة مريم: ٤١ - ٤٩] .

تلك هي نقطة البدء في دعوة خليل الرحمن، دعوة بالحسنى، مبتدئاً بأقرب الناس إليه، فإن لم يكن هناك تجاوب مع هذه الدعوة فالاعتزال لهذا الباطل وأصحابه عل في ذلك رداً وزجراً وتفكراً في هذا الأمر الجديد، ونجاة للداعي من مشاركة أهل الباطل في باطلهم إذا كان لابد له من مخالطتهم ومعاشرتهم وعدم تمكنه من الهجرة من أرضهم.

ثم يمضي القرآن في بيان دعوة إبراهيم عليه السلام، مبيناً أنه استخدم مع قومه كل حجة ودليل:

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ {٦٩} إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ {٧٠} قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ {٧١} قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ {٧٢} أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ {٧٣} قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ {٧٤} قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ {٧٥} أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ {٧٦} فإنهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ { [سورة الشعراء٧٠-٧٨] .

<<  <   >  >>