للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فجعلهم إخوة مع وجود القتال والبغي (١) .

ومما ينبغي التنويه به: " أن هذا الهجران والتبري والمعاداة لأهل البدع المخالفين في الأصول. أما الاختلاف في الفروع بين العلماء فاختلاف رحمة أراد الله أن لا يكون على المؤمنين حرج في الدين، فذلك لا يوجب الهجران والقطعية، لأن الاختلاف كان بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إخواناً مؤتلفين، رحماء بينهم، وتمسك بقول كل فريق منهم طائفة من أهل العلم بعدهم، وكل في طلب الحق، وسلوك سبيل الرشد مشتركون " (٢) .

كلمات للسلف

في الاتباع والنهي عن الابتداع

سلف الأمة رحمهم الله كانوا حريصين على الوقوف عند كتاب الله العزيز وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وكانوا يمقتون من يخرج عن هذين المصدرين الأصليين. وقد كثر كلامهم في هذا ولكني أورد بعض هذه الكلمات القيمة لما لها من أثر في تزويد المؤمن بالثبات على ما ثبتوا عليه.

قال الإمام مالك رحمه الله: " من أحدث في هذه الأمة شيئاً لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خان الدين، لأن الله تعالى يقول:

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ { [سورة المائدة: ٣] .

فما لم يكن يؤمئذ ديناً لا يكون ديناً" (٣)

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: ستجدون قوماً يدعونكم إلى كتاب الله وقد


(١) المصدر السابق (٢٨/٢٠٨)
(٢) شرح السنة للبغوي (١/٢٢٩) .
(٣) الاعتصام للشاطبي (٢/٥٣) .

<<  <   >  >>