للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(٨) يقول: العلامة ابن القيم في تفسير قوله تعالى:

{تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ {٩٧} إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ { [سورة الشعراء: ٩٧ - ٩٨] .

(هذه التسوية إنما كانت في الحب والتأله واتباع ما شرعوا، لا في الخلق والقدرة والربوبية، وهي العدل الذي أخبر به عن الكفار كقوله:

{الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ { [سورة الأنعام: ١] .

وأصح القولين: أن المعنى: ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، فيجعلون له عدلاً يحبونه ويقدسونه ويعبدونه، كما يعبدون الله ويعبدونه، ويعظمون أمره وهذه التسوية لم تكن منهم في الأفعال والصفات، بحيث اعتقدوا أنها مساوية لله سبحانه في أفعاله وصفاته، وإنما كانت تسوية منهم بين الله وبينها في المحبة والعبودية والتعظيم مع إقرارهم بالفرق بين الله وبينها، فتصحيح هذه: هو تصحيح شهادة أن لا إله إلا الله) (١) .

وإن مما يزيد إيضاح الحقيقة في أمر إحلال القانون والهوى محل الشرع، وما ذكره العلماء من أن كفر الاعتقاد ينقسم إلى خمسة أنواع هي: (٢)

(١) كفر تكذيب: وهو اعتقاد كذب الرسل. وهذا القسم قليل في الكفار، فإن الله تعالى أيد رسله، وأعطاهم من البراهين والآيات على صدقهم ما أقام به الحجة وأزال به المعذرة. قال تعالى عن فرعون وقومه:

{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا { [سورة النمل: ١٤] .


(١) التفسير القيم (ص٣٩٦) .
(٢) أوردها العلامة ابن القيم في (مدارج السالكين) (ج١/٣٣٧ - ٣٣٨) .

<<  <   >  >>