للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقد جمعت هذه العقيدة صهيباً الرومي وبلالاً الحبشي، وسلمان الفارسي وأبا بكر العربي القرشي تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله (وتوارت عصبية القبيلة والجنس والأرض وقال لهم صلى الله عليه وسلم (دعوها فإنها منتنة) (١) . وقال (ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية) (٢) فانتهى أمر هذا النتن، وماتت نعرة الجنس. واختفت لوثة القوم، واستروح البشر أرج الآفاق العليا، ومنذ ذلك اليوم لم يعد وطن المسلم هو الأرض وإنما وطنه هو (دار الإسلام) ، تلك الدار التي تسيطر عليها عقيدة، وتحكم فيها شريعة الله وحدها (٣) .

وتبقى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته الأخيار منار هدي وإصلاح لمن سلك ذلك السبيل، ورضي بذلك النهج القويم.

أما من حاد عن ذلك وابتعد فالله ليس بوليه، وإنما وليه (الطاغوت)

{وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ { [سورة البقرة: ٢٥٧] .


(١) صحيح البخاري (٨/٦٤٨ ح ٤٠٩٥) كتاب التفسير وصحيح مسلم (٤/١٩٩٩ ح ٢٥٨٤) كتاب البر والصلة.
(٢) صحيح مسلم (ج ٣/١٤٧٦ ح ١٨٤٨ وح ١٨٥٠) كتاب الإمارة وأبو داود (٥/٣٤٢ ح ٥١٢١) كتاب الأدب.
(٣) انظر معالم في الطريق (ص ١٤٣) .

<<  <   >  >>