للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومكث المصطفى صلى الله عليه وسلم في دعوته للناس بالسر ثلاث سنوات، كما قال ذلك علماء السير والمغازي (١) .

وبعد أن فشا ذكر الإسلام في مكة، وتحدث الناس به أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم أن يصدع بما جاءه منه، وأن يبادئ الناس بأمره، وأن يدعو إليه ونزل قوله تعالى:

{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ { [سورة الحجر: ٩٤] .

وقال الله له:

{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ {٢١٤} وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ { (٢) [سورة الشعراء: ٢١٤ - ٢١٥] .

وهنا بدأ الابتلاء للمسلمين، وهذا الابتلاء الذي ظاهره الشدة هو في حقيقته نعمة، لأنه يتضح من خلاله: الصادق من الكاذب، والخبيث من الطيب. قال تعالى:

{الم {١} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ {٢} وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ { [سورة العنكبوت: ١ - ٣] .


(١) انظر السيرة النبوية لابن هشام (ج١/٢٨٠) .
(٢) المصدر السابق (١/٢٨٠) .

<<  <   >  >>