للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ} [سورة يونس: ٤١] .

وليس في هذه الآية أنه رضي بدين المشركين، ولا أهل الكتاب كما يظنه بعض الملحدين، ولا أنه نهى عن جهادهم كما ظنه بعض الغالطين، وجعلوها منسوخة. بل فيها براءته من دينهم، وبراءتهم من دينه، وأنه لا تضره أعمالهم، ولا يجزون بعمله ولا ينفعهم. وهذا أمر محكم لا يقبل النسخ، ولم يرض الرسول بدين المشركين، ولا أهل الكتاب طرفة عين قط.

ومن زعم أنه رضي بدين الكفار، واحتج بقوله تعالى:

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ {١} لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ {٢} وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {٣} وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ {٤} وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٥} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ {٦} [سورة الكافرون: ١-٦] .

فظن هذا الملحد أن قوله (لكم دينكم ولي دين) معناه أنه رضي بدين الكفار، ثم قال هذه الآية منسوخة فيكون قد رضي بدين الكفار، فهذا من أبين الكذب والافتراء على محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه لم يرض قط إلا بدين الله الذي أرسل به رسله، وأنزل به كتبه.. ونظير هذه الآية قوله تعالى:

{وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ

<<  <   >  >>