للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القائمين على هذه الصحف والمجلات، أناس كفار، قد ملت صدورهم حقداً وكراهية لهذا الدين وامتلأت نفوسهم غيظاً من شدة ما يرو من تأثير هذا الدين، وما تصنعه هذه العقيدة.

وهؤلاء كثير. منهم على سبيل المثال لا الحصر: جورجي زيدان مزيف التاريخ وهو صاحب دار الهلال وسليم تقلا مؤسس جريدة الأهرام، ويعقوب وفؤاد صروف صاحبا المقتطف.

وهذه الوسائل قد قامت بمحاربة الله في الأرض، تريد أن تحلل ما حرم الله، وتحرم ما أحل الله، فنصبت نفسها طاغوتاً يعبد من دون الله.

ومصداق ذلك: أن الصحافة المأجورة أيام تأسيسها في مصر ظلت تكتب عن مشكلة البغاء ثلاثين سنة، وكذلك عن مشكلة المرأة واختلاطها بالرجال، وتحطيم هيبة الدين ووصمه بالرجعية والجمود والتقاليد البالية، وأنه لم يعد صالحاً لمواكبة العصر، كما قال الصحافي المأجور (هيكل) حين قال: (إن التقدم التكنولوجي قد أحال أقدس الكتب الدينية - أي القرآن - إلى أوراق صفراء تحفظ في المتاحف) (١) . بل تعدت وسائل الإعلام المأجورة من قبل أعداء الإسلام على الألوهية. فقال نجيب محفوظ في إحدى قصصه إن الله قد مات (٢) "ألا لعنة الله على الظالمين".

أما عن قضية حجاب المرأة المسلمة فهذا شيء هاجت له جميع وسائل الإعلام ولا تزال وأول من قاد هذه الدعوة المحمومة قاسم أمين في كتابه "تحرير المرأة" و"المرأة الجديدة" ونادى بالمرأة المصرية أن تجاري أختها الأوربية في كل شيء، ومن ثمار هذه الدعوة من سميت أمينة وهي ليست أمينة، إنها أمينة السعيد التي قالت وهي تهاجم الحجاب " عجبت لفتيات مثقفات كيف يلبسن أكفان الموتى وهن على قيد الحياة "، وقبلها كانت "الزعيمة" هدى شعراوي وصفية زغلول، وغيرهما ممن اللائي أحرقن الحجاب في ميدان الإسماعيلية الذي سمي بعد ذلك


(١) نقلاً عن مذكرة المذاهب الفكرية للأستاذ محمد قطب
(٢) انظر المصدر السابق

<<  <   >  >>