للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحبشي وصهيباً الرومي وسلمان الفارسي. وكما قال عمر رضي الله عنه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا التمسنا العزة بغيرة أذلنا الله.

إن تقليد الغرب في استيراد مبدأ القومية أو العلمانية أو أي مذهب أو فكر: يعيد للأذهان تلك القصة الرمزية القديمة التي تتحدث عن حمارين كان أحدهما يحمل ملحاً وكان الآخر يحمل إسفنجاً. فرأى حامل الاسفنج صاحبه ينزل إلى الماء فيذيب بعض الملح ويخرج منه أخف حملاً، فخطر له أن يحصل على المزية نفسها بالأسلوب نفسه، فكانت النتيجة على عكس ما توقعه، وخرج من تجربته أثق حملاً (١) .

وخلاصة القول في القومية: إنها شرك بالله لأنها بإيجابها العمل لها وحدها والتضحية والجهاد في سبيلها، وصرف الكره والبراء وما يتبعهما ضد كل خارج عن القومية، وصرف الحب والولاء وما يتبعها للقوميين ومن والاهم: هي بهذا تكون نداً يعبد من دون الله لأن ذلك يقوم مقام النفي والبراء والإثبات والولاء وهما ركنا الألوهية، أو العبادة في قوله "لا إله إلا الله" فلا "إله" نفي وبراء، و"إلا الله" إثبات وولاء لله لا شريك له. والدليل على ذلك قوله تعالى:

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ { (٢) [سورة البقرة: ١٦٥] .


(١) الإسلام والحضارة الغربية (ص٢٣٧) .
(٢) انظر فكرة القومية العربية على ضوء الإسلام ص ٢٥٤ للشيخ صالح العبود الطبعة الأولى سنة ١٤٠١ الناشر دار طيبة بالرياض وهي أوسع كتاب فيما أعلم في قضية القومية العربية.
ويراجع أيضاً كتاب الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية للندوي (ص١٢٤ - ١٦٢) الطبعة الثالثة، وكتاب الاتجاهات الوطنية (١/٦٧، ١٠٥، ٢/٢٩٢) وكتاب الشعوبية الجديد لمحمد مصطفى رمضان.

<<  <   >  >>