للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) (١) . وأحاديث أخر، في الكف عمن قالها؟!

(ومراد هؤلاء الجهلة: أن من قالها لا يكفر، ولا يقتل ولو فعل ما فعل (٢) .

فيقال لهؤلاء المشركين الجهال: معلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون (لا إله إلا الله) وأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويصلون ويدعون الإسلام، وكذلك الذين حرقهم علي بن أبي طالب بالنار (٣) . وهؤلاء الجهلة مقرون أن من أنكر البعث كفر وقتل ولو قال لا إله إلا الله، وأن من جحد شيئاً من أركان الإسلام كفر وقتل ولو قالها.

(فكيف لا تنفعه إذا جحد فرعاً من الفروع وتنفعه إذا جحد التوحيد الذي هو أصل دين الرسل ورأسه؟!.

(ولكن أعداء الله ما فهموا معنى الأحاديث. فمعلوم أن الرجل إذا أظهر الإسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك كما قال تعالى: {يأيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا { [سورة النساء:٩٤] .

أي فتثبتوا. فدلت الآية على وجوب الكف حتى يثبت منه، فإذا تبين منه بعد ذلك ما يخالف الإسلام قتل لقوله تعالى: (فتبينوا) ولو كان لا يقتل إذا قالها لم يكن للتثبيت معنى.

وأيضاً أمره صلى الله عليه وسلم بقتل الخوارج (أينما لقيتموهم فاقتلوهم لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد) (٤) مع كونهم من أكثر الناس عبادة وتهليلاً وتسبيحاً، حتى أن الصحابة


(١) انظر صحيح مسلم (ج ١ص ٥١) (ح٢٠) كتاب الإيمان.
(٢) وهذه هي دعوى المرجئة. أنه لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
(٣) هم الغلاة الذين ادعوا ألوهية علي رضي الله عنه.
(٤) صحيح مسلم (ج٢/٧٤٢) (ح١٠٦٤) كتاب الزكاة.

<<  <   >  >>