للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يستثير هذه الأسئلة وغيرها غياب المفهوم الصحيح لكلمة التوحيد، وبعد ذلك عن واقع المسلمين اليوم حيث مسخت مفاهيمها حتى صار من يقر بتوحيد الربوبية فقط دون توحيد الألوهية يعتبر موحداً عند كثير من الناس!!!

أما كون لا إله إلا الله ولاء وبراء، أما كونها توحيد ألوهية وعبادة: فهذه معان لا تخطر على أذهان الكثير - إلا من رحم الله -

ورحم الله الإمام الداعية شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب حين قال: (إن الإنسان لا يستقيم له إسلام ولو وحد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين كما قال تعالى في سورة المجادلة) :

{لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ { [سورة المجادلة: ٢٢] .

وانطلاقاً من مجموع هذه الأمور، وحباً في خدمة هذه العقيدة، ورغبة في تفنيد الباطل وبيان الحق: عقدت العزم واستعنت بالله وكتبت هذا الموضوع وسميته: الولاء والبراء في الإسلام.

وأنا أعلم - يقيناً - أن مثلي لا يعطي هذا الموضوع حقه من البحث والدراسة نظراً لقلة البضاعة وسعة الموضوع، لكنني بذلت جهد المقل، واجتهدت أن أصل به إلى الصورة التي تليق به، فإن أصبت فذاك ما أردت والفضل لله أولاً وآخراً.

وإن كانت الأخرى فأستغفر الله لذنبي. وحسبي أني بذلت طاقتي ووضعت لبنة في طريق من يريد إكمال البناء.

وأقول كما قال سلفنا الصالح: رحم الله امرءاً أهدى إلي عيوبي.

<<  <   >  >>