للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال له عبد العزى: من أنت ايها الشيخ؟ قال: انا من هزان، الضراغمه الاقران، غزانا ذو جيشان، الملك القرم [١] اليمان، فاعمل فيها المران [٢] .، فلم يبق بهذا المكان غيرى، وانى لفان. فقال عبد العزى: ومن هزان؟ قال: هزان بن طسم أخو النهى والحزم، وابن الشجاع القرم.

فأقام عبد العزى أياما، ثم تبرم بمكانه، فمضى سائرا حتى سقط الى البحرين، فراى بلادا اوسع من اليمامه، وبها من وقع إليها من ولد كهلان، حين هربوا من سيل العرم [٣] .، فأقام معهم، وسارت بنو حنيفه على ذلك السمت، يتبعون مواقع الغيث، وتقدمهم عبيد بن يربوع، وكان سيد هم، فنزل قريبا منها، فمضى غلام له ذات يوم حتى هجم على اليمامه، فراى نخلا وريفا، وإذا هو بشيء من تمر قد تناثر تحت النخل، فأخذه، واتى به عبيدا، فأكل منه، فقال: وابيك ان هذا الطعام طيب. فارتفع حتى اتى اليمامه، فدفع فرسه، فخط على ثلاثين دارا وثلاثين حديقة، فسمى ذلك المكان حجرا، فهو اليوم قصبه اليمامه، وموضع ولاتها، وسوقها، وتسامعت بنو حنيفه بما أصاب عبيد بن يربوع، فاقبلوا حتى أتوا اليمامه، فقطنوها، فعقبهم بها الى اليوم. قال: وكان داود النبي ع في عصر ذي الاذعار، وكان ملك العجم كيخسرو بن سياوش.

داود الملك

وكان سلطان بنى إسرائيل قد وهى، فكان من حولهم من الأمم يغزونهم، فيقتلون، ويأسرون، فاتوا نبيهم شعيبا، فقالوا: ابْعَثْ لَنا مَلِكاً، نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [٤] فملك عليهم طالوت، وكان من سبط يوسف صلى الله عليه وسلم [٥]


[١] السيد، والرئيس، فهو يشبه المقرم من الإبل في عظم شانه.
[٢] الرماح الصلبه اللدنة
[٣] العرم: السيل الذى لا يطاق، وكان قوم سبا في نعمه وجنان كثيره، فلم يشكروا نعمه الله، فبعث الله عليهم جرذا نقبت سدالهم، فيه أبواب، فانبثق الماء، فغرقت جنانهم
[٤] الآية رقم ٢٤٦ من سوره البقره.
[٥] كذا في الأصل

<<  <   >  >>