للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سلطان عبد الله بن الزبير]

قالوا: ولما قتل المختار، واستتب الأمر لعبد الله بن الزبير، ارسل الى عبد الله ابن عباس ومحمد بن الحنفيه: اما ان تبايعاني او تخرجا من جواري.

فخرجا من مكة، فنزلا الطائف، وأقاما هناك.

وتوفى عبد الله بن عباس بالطائف، وصلى عليه محمد بن الحنفيه.

وخرج محمد بن الحنفيه حتى اتى ايله [١] ، وكتب الى عبد الملك بن مروان، يستاذنه في القدوم عليه، والنزول في جواره، فكتب اليه: وراءك اوسع لك، ولا حاجه لي فيك.

فأقام محمد بن الحنفيه عامه ذلك بايله، ثم توفى بها.

وقتل المختار، وابراهيم بن الاشتر عامله على كوره الجزيرة، فكتب الى مصعب يسأله الامان، وكتب اليه يأمره بالقدوم عليه، فقدم وبايعه، وفوض مصعب اليه جميع امره، واظهر بره والطافه، ولم تزل السته الآلاف [٢] الذين دخلوا القصر متحصنين فيه شهرين، حتى نفد جميع ما كان المختار اعده فيه من الطعام، فسألوا الامان، فأبى مصعب ان يعطيهم الامان الا على حكمه.

فأرسلوا اليه: انا ننزل على حكمك.

فنزلوا عند ما بلغ اليهم الجوع.

فضرب أعناقهم كلها، وكانوا سته آلاف: الفين من العرب، واربعه آلاف من العجم.

ودعا مصعب بامرأتي المختار، أم ثابت ابنه سمره بن جندب، وعمره بنت النعمان بن بشير، فدعاهما الى البراءة من المختار، فاما أم ثابت فإنها تبرات منه، وأبت عمره ان تتبرأ منه.

فامر بها مصعب، فأخرجت الى الجبانة، فضربت عنقها.


[١] مدينه كانت على ساحل البحر الأحمر مما يلى الشام، وهي مدينه اليهود الذين اعتدوا في السبت، وكان حجاج مصر يجتازونها.
[٢] في الأصل: آلاف.

<<  <   >  >>