للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واقبل مصعب حتى وافى المذار [١] ، وامامه الأحنف بن قيس في تميم.

وزحف الفريقان، بعضهم الى بعض، فاقتتلوا، فانهزم اصحاب المختار، واستحر القتال فيهم، ومضوا نحو الكوفه، واتبعهم مصعب يقتلهم في جميع طريقه، فلم يفلت منهم الا القليل.

فقال اعشى همدان في ذلك:

الم يبلغك ما لقيت شبام [٢] ... وما لاقت عرينه بالمذار

اتيح لهم بها ضرب طلحق ... وطعن بالمثقفه الحرار

كان سحابه صعقت عليهم ... فعمتهم هنالك بالدمار

وما ان ساءني ما كان منهم ... لدى الاعسار منى واليسار

ولكنى فرحت وطاب نومي ... وقر لقتلهم منى قرارى

وان مصعبا سار بالجيوش نحو الكوفه، فعبر دجلة، وخرج الى ارض كسكر، ثم أخذ على حديثه الفجار، ثم أخذ على النجرانية حتى قارب الكوفه.

[قتل المختار]

وبلغ المختار مقتل اصحابه، فنادى في بقية من كان معه من جنوده، فقواهم بالأموال والسلاح، وسار بهم من الكوفه مستقبلا لمصعب بن الزبير، فالتقوا بنهر البصريين، فاقتتلوا، فقتل من اصحاب المختار مقتله عظيمه، وقتل محمد بن الاشعث، وقتل عمر بن على بن ابى طالب، ع.

وذلك انه قدم من الحجاز على المختار، فقال له المختار:

هل معك كتاب محمد بن الحنفيه؟


[١] بلده في ميسان بين واسط والبصره، بها مشهد عظيم، به قبر عبد الله بن على بن ابى طالب.
[٢] شبام: حي من همدان.

<<  <   >  >>