للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعداوة، ولا اهتك له قناعا حتى يبدى لي صفحته، فإذا ابداها لم انظره، فمن كان منكم محسنا فليزدد احسانا، ومن كان منكم مسيئا فليقلع عن اساءته، وأعينونا رحمكم الله بالسمع والطاعة. ثم نزل.

فلبث على البصره حولين حتى مات المغيره، فكتب اليه معاويه بولاية الكوفه مع البصره، فسار إليها.

قالوا: وكان أول من لقى الحسن بن على رضى الله عنه، فندمه على ما صنع، ودعاه الى رد الحرب حجر بن عدى، فقال له يا بن رسول الله، لوددت انى مت قبل ما رايت، أخرجتنا من العدل الى الجور، فتركنا الحق الذى كنا عليه، ودخلنا في الباطل الذى كنا نهرب منه، وأعطينا الدنية من أنفسنا، وقبلنا الخسيسة التي لم تلق بنا.

فاشتد على الحسن رضى الله عنه كلام حجر، فقال له [انى رايت هوى عظم الناس في الصلح، وكرهوا الحرب، فلم أحب ان احملهم على ما يكرهون، فصالحت بقيا على شيعتنا خاصه من القتل، فرايت دفع هذه الحروب الى يوم ما، «فان الله كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ» .

] قال: فخرج من عنده، ودخل على الحسين رضى الله عنه مع عبيده بن عمرو، فقالا: أبا عبد الله، شريتم الذل بالعز، وقبلتم القليل، وتركتم الكثير، أطعنا اليوم، واعصنا الدهر، دع الحسن وما راى من هذا الصلح، واجمع إليك شيعتك من اهل الكوفه وغيرها، وولنى وصاحبي هذه المقدمه، فلا يشعر ابن هند الا ونحن نقارعه بالسيوف.

[فقال الحسين: انا قد بايعنا وعاهدنا، ولا سبيل الى نقض بيعتنا.

] وروى عن على بن محمد بن بشير الهمدانى، قال: خرجت انا وسفيان ابن ليلى حتى قدمنا على الحسن المدينة، فدخلنا عليه، وعنده المسيب بن نجبه

<<  <   >  >>