للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فامر بفسطاطه فقلع، وضرب الى لزق فسطاط الحسين.

ثم قال لامراته: أنت طالق، فتقدمى مع أخيك حتى تصلى الى منزلك، فانى قد وطنت نفسي على الموت مع الحسين ع.

ثم قال لمن كان معه من اصحابه: من أحب منكم الشهاده فليقم، ومن كرهها فليتقدم.

فلم يقم معه منهم احد، وخرجوا مع المرأة وأخيها حتى لحقوا بالكوفه.

قالوا: ولما رحل الحسين من زرود تلقاه رجل من بنى اسد، فسأله عن الخبر.

فقال: لم اخرج من الكوفه حتى قتل مسلم بن عقيل، وهانئ بن عروه، ورايت الصبيان يجرون بأرجلهما.

فقال: إِنَّا لِلَّهِ، وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، عند الله نحتسب أنفسنا.

فقال له: أنشدك الله يا بن رسول الله في نفسك، وانفس اهل بيتك، هؤلاء الذين نراهم معك، انصرف الى موضعك، ودع المسير الى الكوفه، فو الله ما لك بها ناصر.

فقال بنو عقيل وكانوا معه: ما لنا في العيش بعد أخينا مسلم حاجه، ولسنا براجعين حتى نموت.

فقال الحسين: فما خير في العيش بعد هؤلاء، وسار.

فلما وافى زبالة [١] وافاه بها رسول محمد بن الاشعث، وعمر بن سعد بما كان ساله مسلم ان يكتب به اليه من امره، وخذلان اهل الكوفه اياه، بعد ان بايعوه، وقد كان مسلم سال محمد بن الاشعث ذلك.


[١] موضع بطريق مكة، وبها بركتان، قال الشماخ:
وراحت رواحا من زرود فنازعت ... زبالة جلبابا من الليل اخضرا

<<  <   >  >>