للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان رئيس الأزد كلها بعد المهلب بن ابى صفره، وكان المهلب في هذا الوقت بخراسان بعد.

فقال الحارث لمسعود: يا ابن عم، هذا عبيد الله بن زياد، قد اجرته عليك وعلى قومك.

قال مسعود: اهلكت قومك يا ابن قيس، وعرضتنا لحرب جميع اهل البصره، وقد كنا أجرنا أباه من قبله فما كانت عنده مكافاه.

وكان سبب اجارتهم زيادا، ان على بن ابى طالب رضى الله عنه، في خلافته ولى زيادا البصره عند خروجه الى صفين، وانما كان يعرف بزياد بن عبيد، فوجه معاويه الى البصره عامر بن الحضرمى في جمع، فغلب على البصره، وهرب منه زياد، فلجا الى الأزد، فأجاروه، ومنعوه حتى ثاب الناس الى زياد، واجتمعوا، فطرد عامر بن الحضرمى عن البصره، واقام على عمله فيها.

ثم ان مسعود بن عمرو ادخل عبيد الله دار نسائه، وافرده في بيت من بيوته، ووكل به امرأتين من خدمه، وجمع اليه قومه، فاعلمهم ذلك.

ولما اصبح الناس، واستحق عندهم الخبر أتوا داره، فاقتحموها ليقتلوه، فلم يصادفوا فيها أحدا، فانطلقوا الى الحبس، فكسروه، واخرجوا من كان فيه، وبقي اهل البصره تسعه ايام بغير وال.

فاتفقوا على عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، فولوه امرهم لصلاحه، وقرابته من رسول الله ص، فتولى الأمر، وقام بالتدبير.

ولما اتى على عبيد الله ايام، وامن الطلب، قال لمسعود بن عمرو، والحارث بن قيس: ان الناس قد سكنوا، ويئسوا منى، فاعملا في إخراجي من البصره لألحق بالشام.

<<  <   >  >>