للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما راى ابن مطيع ضعفه عن القوم سال الامان على نفسه ومن معه من اصحابه، فأجابه المختار الى ذلك، فآمنه.

فخرج ابن مطيع، واظهر المختار إكرامه، وامر له من بيت المال بمائه الف الف درهم، وحفظ فيه قرابته من عمر بن الخطاب، وقال له: ارحل إذا شئت.

ثم ان المختار غلب على الكوفه ودانت له العراق وسائر البلاد الا الجزيرة والشام ومصر، فان عبد الملك قد كان حماها، ووجه عماله في الافاق.

فاستعمل عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمدانى على الموصل، ومحمد بن عثمان التميمى على اذربيجان، وعبد الله بن الحارث أخا الاشتر على الماهين وهمذان، ويزيد ابن معاويه البجلي على أصبهان وقم وأعمالها، وابن مالك البكراوى على حلوان [١] وماسبذان، ويزيد بن ابى نجبه الفزارى على الري ودستبى، وزحر بن قيس على جوخى. وفرق سائر البلدان على خاصته.

وولى الشرطه كيسان أبا عمره، وامره ان يجمع الف رجل من الفعله بالمعاول، وتتتبع دور من خرج الى قتال الحسين بن على، فيهدمها.

وكان ابو عمره بذلك عارفا، فجعل يدور بالكوفه على دورهم، فيهدم الدار في لحظه، فمن خرج اليه منهم قتله، حتى هدم دورا كثيره، وقتل أناسا كثيرا، وجعل يطلب ويستقصى، فمن ظفر به قتله، وجعل ماله وعطاءه لرجل من أبناء العجم الذين كانوا معه.

ثم ان المختار عقد ليزيد بن انس الأسدي في عشرين الف رجل وقواهم بالسلاح والعده، وولاه الجزيرة وما غلب عليه من ارض الشام.

فسار يزيد حتى نزل نصيبين.


[١] بلد في العراق، آخر حدود السواد مما يلى الجبال، سميت باسم حلوان بن عمران بن قضاعه، وكان اقطعه إياها بعض الملوك، وكانت مدينه عامره، لم يكن بالعراق بعد البصره والكوفه وواسط اكبر منها، وحواليها عيون كبريتيه ينتفع بها من عده أدواء.

<<  <   >  >>