محاربه ابن هبيرة، فوجهه، وكتب الى الحسن بن قحطبه يعلمه ان العسكر عسكره، وانه أحب ان يكون اخوه المتولى للامر.
فلما وافى ابو جعفر واسطا تحول الحسن بن قحطبه عن سرداقه، وخلاه بما فيه له، فنزله ابو جعفر بحريمه وحشمه.
وكتب ابو جعفر الى قواد يزيد بن عمر واشراف من العرب، يستميلهم بالاطماع، وينبههم على حظوظهم، ويعرفهم انصرام دوله بنى اميه، فأجابوه جميعا.
وكان أول من اجابه وانحرف اليه زياد بن صالح الحارثى، وكان عامل ابن هبيرة على الكوفه، واخص اصحابه عنده، وقد كان ابن هبيرة ولاه حراسه مدينته بالليل، ودفع اليه مفاتيح أبوابها.
قال الهيثم: فحدثني ابى، قال: لما هم زياد باللحوق بابى جعفر ارسل الى، وكان وصى ابى، فكنت ادعوه أبا وعما، وقد كان رسوله أتاني عند اختلاط الظلام، يأمرني بالمصير اليه، فأتيته، فخلا بي، وقال:
يا ابن أخي، انك لست ممن اكتمه شيئا، وقد أتاني كتاب ابى جعفر، يدعوني الى اللحوق به، ويبذل لي على ذلك منزله سنيه، واعلم في كتابه انه راع للخئوله وكانت أم ابى العباس حارثيه.
قال والدى: فقلت له، يا عم، ان لابن هبيرة ايادى جميله، واكره لك الغدر به.
فقال: يا ابن أخي، انا من اشكر الناس له، غير انى لا ارى ان اقيم على ملك، قد انقضت قواه، ووهت عراه، وانا لابن هبيرة اليوم عند ابى جعفر انفع منى له هاهنا، وأرجو ان يصلح الله امره بي وعلى يدي، فاقم عندي الى وقت خروجى لاسلم لك المفاتيح.
فاقمت عنده.
فلما مضى ثلث الليل امر غلمانه، فحملوا اثقاله، وأسرجوا دوابه، ثم ركب،