فقال ابو مسلم:
يا امير المؤمنين، لا تدخل على نفسك الغم والغيظ بسببي، فانى اصغر قدرا من ان ابلغ منك هذا.
فصفق ابو جعفر بكفيه ثلاثا، وخرج عليه القوم بالسيوف.
فلما رآهم ابو مسلم ايقن بالأمر، فقام الى ابى جعفر، فتناول رجله ليقبلها، فرفسه ابو جعفر برجله، فوقع ناحيه، فأخذته السيوف.
فقال ابو مسلم. اما من سلاح يحامى به المرء عن نفسه.
فضربوه حتى خمد.
وامر به ابو جعفر، فلف في بساط، ووضع ناحيه من البيت.
وقد كان ابو مسلم قبل دخوله على ابى جعفر قال لعيسى بن على: ادخل معى الى امير المؤمنين، فانى اريد معاتبته في بعض الأمور.
فقال له عيسى: تقدم فانى على اثرك.
فاقبل عيسى حتى دخل على ابى جعفر، فقال:
يا امير المؤمنين، اين ابو مسلم؟
قال ابو جعفر: ها هو ذاك ملفوف في ذلك البساط.
قال عيسى: اقتلته؟ انا لله، فكيف تصنع بجنوده؟ وهؤلاء قد جعلوه ربا.
فامر ابو جعفر فهيئت الف صره، في كل صره ثلاثة آلاف درهم.
واحس اصحاب ابى مسلم بالأمر، فصاحوا، وسلوا السيوف، فامر ابو جعفر بتلك الصرر، فقذفت اليهم مع راس ابى مسلم.
وصعد عيسى بن على الى اعلى القصر، وقال:
يا اهل خراسان، انما كان ابو مسلم عبدا من عبيد امير المؤمنين، وجد عليه، فقتله، فليفرخ روعكم، فان امير المؤمنين بالغ آمالكم.