للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبناء فيروز

فملك بعد فيروز ابنه بلاس بن فيروز، فملك اربع سنين، ثم مات، فجعل شوخر الملك من بعده لأخيه قباذ بن فيروز. قالوا: وفي ملك قباذ بن فيروز مات ربيعه بن نصر اللخمى، ورجع الملك الى حمير.

ذو نواس واليمن

فوليهم ذو نواس، واسمه زرعه بن زيد بن كعب كهف الظلم بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن جشم بن وائل بن عبد شمس بن الغوث بن جدار بن قطن ابن عريب بن الرائش بن حمير بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وانما سمى ذانواس لذؤابه [١] كانت تنوس [٢] على راسه.

قالوا: وكان لذى نواس بأرض اليمن نار يعبدها هو وقومه، وكان يخرج من تلك النار عنق يمتد فيبلغ مقدار ثلاثة فراسخ، ثم ترجع الى مكانها، ثم ان من كان باليمن من اليهود قالوا لذى نواس: ايها الملك، ان عبادتك هذه النار باطله، وان أنت دنت بديننا اطفاناها باذن الله تعالى، لتعلم انك على غرر من دينك، فأجابهم الى الدخول في دينهم ان هم اطفئوها، فلما خرجت تلك العنق أتوا بالتوراة، ففتحوها، وجعلوا يقرءونها، والنار تتأخر حتى انتهوا الى البيت الذى هي فيه، فما زالوا يتلون التوراة حتى انطفأت، فتهود ذو نواس، ودعا اهل اليمن الى الدخول فيها، فمن ابى قتله.

ثم سار الى مدينه نجران [٣] ليهود من فيها من النصارى، وكان بها قوم على دين المسيح الذى لم يبدل، فدعاهم الى ترك دينهم والدخول في اليهودية، فأبوا، فامر بملكهم، وكان اسمه عبد الله بن التامر، فضربت هامته بالسيف، ثم ادخل


[١] الذؤابه: شعر في اعلى الناصيه.
[٢] تتذبذب.
[٣] نجران بالفتح، ثم السكون، مدينه بينها وبين الكوفه مسيره يومين فيما بينها وبين واسط.

<<  <   >  >>