الكوفي. فلما ألف ابن الأنباري كتابه الجليل "الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين" صار لهذا الفن كتاب مسجل يسعف الدارسين لأول مرة بما يريدون. وقد كان هو نفسه معتزا -وله الحق- وهو يشير إلى هذه الأولية مؤرخا بقوله في مقدمة الإنصاف:"سألوني أن ألخص لهم كتابا لطيفا يشتمل على مشهور المسائل الخلافية بين نحويي البصرة والكوفة على ترتيب المسائل الخلافية بين الشافعي وأبي حنيفة، ليكون أول كتاب صنف في علم العربية على هذا الترتيب، وألف على هذا الأسلوب؛ لأنه ترتيب لم يصنف عليه أحد من السلف ولا ألف عليه أحد من الخلف".
وبذلك تحقق للنحو أمنية طالما تطلع إليها الكثيرون.
طبع هذا الكتاب بمطبعة بريل في ليدن سنة ١٩١٣ طبعة جيدة مخدومة بالفهارس والحواشي المختلفة مع دراسة بالألمانية، ثم طبع في مطبعة الاستقامة بمصر سنة ١٩٤٠ طبعة أولى ثم طبعة ثانية، ثم طبعة ثالثة بمطبعة السعادة بمصر سنة ١٩٥٥ في "٤٥٠" صفحة من القطع الوسط.
هذا الكتاب أعلى كتبه المطبوعة درجة وأنفسها فائدة, وفيه يتجلى أسلوبه كاملا بجميع سماته. عرض فيه لـ "١٢١" مسألة من مسائل الخلاف بين المدرستين، فبسطها بسطا شافيا.
وخطته بعد ذكر موضوع المسألة أن يسير به مراحل أربعا تشبه مراحل الدعوى في المحاكم: