الدُّنْيَا إِلَى الدّين وَالصَّلَاح وَرُبمَا كَانَ الْغَرق سفرا فِي سَلامَة.
وَقيل من رأى أَنه وَاقِف على سطح بَحر فَإِنَّهُ يُصِيب شَيْئا من السُّلْطَان لم يرجه.)
وَمن رأى أَن الْبَحْر ارْتَفع من الأَرْض فَهُوَ سُلْطَان غشوم ظَالِم.
وَمن رأى أَن الْبَحْر نقص وَصَارَ خليجا فَإِن الشَّيْطَان يضعف وَيذْهب عَن تِلْكَ الْبِلَاد ويصيب النَّاس خيرا.
وَمن رأى أَنه دخل بحرا فَإِنَّهُ قَابل على أَمر السُّلْطَان وَإِن كَانَ مَرِيضا اشْتَدَّ مَرضه.
وَمن رأى أَنه خرج من الْبَحْر فَإِنَّهُ يُصِيب من السُّلْطَان خيرا وَيذْهب عَنهُ الْهم وَالْغَم.
وَمن رأى أَنه يسبح فِي الْبَحْر فَإِنَّهُ مرض أَو هم من قبل السُّلْطَان فَإِن خرج مِنْهُ شفَاه الله تَعَالَى وَفرج همه.
وَمن رأى أَنه قطع بحرا إِلَى الْجَانِب الآخر يَقع فِي هم وَخَوف وَيسلم مِنْهُ وَقيل انه نجاة.
وَمن رأى أَنه يجوز بحرا فَإِنَّهُ يُسَافر وَيذْهب همه ويلقي خيرا.
وَمن رأى أَن بحرا طاميا حَال بَينه وَبَين الطَّرِيق فَإِن كَانَ مُسَافِرًا فَإِنَّهُ يقطع الطَّرِيق وَرُبمَا كَانَ عاقة من قبل السُّلْطَان أَو كربَة.
وَمن رأى أَن الْبَحْر غمره فَإِنَّهُ يُصِيب هما غَالِبا وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ مَاؤُهُ عكرا وَفِيه وَحل.
وَمن رأى أَنه سبح فِي بَحر فَإِنَّهُ يعالج أمرا هُوَ فِيهِ وَيكون مَحْبُوسًا فِي ذَلِك الْأَمر وَيطول عَلَيْهِ بِقدر مَا يعالج فِي السباحة.
وَمن رأى أَنه غاص فِي الْبَحْر وَغَابَ وَرَأى مَعَ ذَلِك شدَّة فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ الْمَوْت من أَيدي النَّاس أَو يَمُوت شَهِيدا لِأَن الغريق شَهِيد وَرُبمَا كَانَ مَوته فَجْأَة وَعَلِيهِ خَطَايَا لقَوْله تَعَالَى مِمَّا خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نَارا.
وَمن رأى أَنه غرق فِي بَحر فَهُوَ يغرق فِي هم الدُّنْيَا لقَوْل بعض الْعَرَب فلَان غرق فِي النَّعيم.
وَمن رأى أَنه يغوص فِي بَحر لاطلاع شَيْء مِنْهُ فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أَمر وَيكون مبلغه من ذَلِك بِقدر مَا وَمن رأى أَنه يَأْخُذ مَاء من الْبَحْر نَالَ من السُّلْطَان مَالا أَو جمع علما على قدر اصابته من المَاء.
وَمن رأى أَنه أَخذ المَاء من الْبَحْر فَمنع فتعبيره ضِدّه.
وَقيل رُؤْيا دجلة تؤول بالخليفة.
ورؤيا سيحون تؤول بِملك الْهِنْد.
ورؤيا جيحون تؤول بِملك خُرَاسَان.)
والفرات تؤول بِملك الرّوم.
والنيل تؤول بِملك مصر.
وَقيل رُؤْيا الْبَحْر الْمُحِيط ملك كَافِر غَالب أَو من يُنَاسِبه فِي القَوْل وَالْعَمَل إِذا كَانَ من الْمُلُوك الْمُسلمين الضخام.
وَمن رأى أَنه عَالم فِي الْبَحْر المالح فَلَا خير فِيهِ وَكَذَلِكَ الشّرْب مِنْهُ وَاخْتلف فِي مَائه فَمنهمْ من قَالَ.
من رأى أَنه أَخذ شَيْئا فَهُوَ حُصُول مَال حرَام وَمِنْهُم من قَالَ حُصُول هم وغم ومصيبة.
وَمن رأى أَن بحرا يجْرِي من الْأَنْوَاع السائلة فَإِنَّهُ تغير ملك ذَلِك الْمَكَان وَقيل ان كَانَ نَوعه مِمَّا وَمن رأى أَن بحرا سائرا قد وقف فَإِنَّهُ تَعْطِيل أَحْوَال الْملك.
وَمن رأى أَن بحرا طلع بمَكَان لم يعْهَد فِيهِ فَإِن الْملك يجتاز بِهِ أَو جنده وَأما الْبَحْر إِذا كَانَ من دم فَإِنَّهُ يدل على فتْنَة يحصل فِيهَا سفك الدِّمَاء.
٣ - (فصل فِي رُؤْيا الْأَنْهَار)
وَهِي على أوجه.
فَمن رأى نَهرا صافيا عذبا فَإِنَّهُ حسن معيشة وصفاء وَقت خُصُوصا ان شرب مِنْهُ وَقيل رُؤْيا النَّهر تؤول بوكيل الْملك وَإِن رَآهُ فِي مَكَان مَعْرُوف يَقْتَضِي أَن فِيهِ عَاملا فَهُوَ إِيَّاه.
وَمن رأى أَنه على شَيْء مُرْتَفع وَالنّهر يجْرِي من تَحْتَهُ فَإِنَّهُ حُصُول خير ونعمة ورفعة وَرُبمَا كَانَ من أهل الحنة لقَوْله تَعَالَى يجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار لَهُم فهيا مَا يشاءون.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى نَهرا فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي عقله ومعيشته.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه سبح فِي نهر أَو غرف فِيهِ فتأويله كتأويل الْبَحْر لَكِن يكون مَكَان الْملك من هُوَ دونه.
وَقيل من رأى فِي النَّهر مَا يحب مثله فَهُوَ جيد فِي حق الْعَامِل أَو ملك دون السُّلْطَان.
وَمن رأى نَهرا من شَيْء سَائل فَإِنَّهُ رزق وَخير ونعمة لقَوْله تَعَالَى فِيهَا أَنهَار من مَاء غير آسن وأنهار من لبن لم يتَغَيَّر طعمه وأنهار من خمر لَذَّة للشاربين.
٣ - (فصل فِي رُؤْيا السواقي)
وَهِي على أوجه.
قَالَ الْكرْمَانِي من رأى ساقية ضَعِيفَة يَدُور بهَا المَاء الْيَسِير فَإِنَّهَا حَيَاة طيبَة للبشر إِذا كَانَت عَامَّة أَو لمن ملك تِلْكَ الساقية خَاصَّة.
وَمن رأى أَن ساقية خرجت من خلال الدّور والبيوت فَإِنَّهَا حَيَاة طيبَة إِذا كَانَ مَاؤُهَا عذبا وَإِن كَانَ مالحا فَهُوَ مضرَّة أَو سوء ينشر وَيُقَال إِن الساقية امْرَأَة فَمَا رؤى فِيهَا من زين أَو شين فَهُوَ فِي الْمَرْأَة.
وَمن رأى أَنه قطع ساقية جَارِيَة فَهِيَ مقاطعة بَينه وَبَين امْرَأَة تكون ذَات محرم.
وَمن رأى أَنه خلف سافية فَإِنَّهُ يَمُوت