وسرورا يحصل لَهُ من قبل الأكابر وَإِن أكله فَإِنَّهُ يدل على حلاوة الْإِيمَان وانتظام وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الرطب ولَايَة بَلْدَة عامرة وَمن رأى أَنه يَأْكُل رطبا فِي غير وقته فَإِنَّهُ شِفَاء لقَوْله تَعَالَى وهزي إِلَيْك بجذع النَّخْلَة الْآيَة فأكلته بِغَيْر وقته فشفيت بِإِذن الله.
وَقيل رُؤْيا أكل الرطب قُرَّة عين لقَوْله تَعَالَى وهزي إِلَيْك إِلَى قَوْله وقري عينا.
وَقَالَ بعض المعبرين رُبمَا دلّت رُؤْيا الرطب على طيب الدّين لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: رَأَيْت اللَّيْلَة كَأَنِّي فِي دَار عقبَة بن نَافِع وَقد أَتَانَا برطب من طَابَ فأولت الرّفْعَة لنا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَإِن ديننَا قد طَابَ وَأما البلح فَإِنَّهُ يؤول على أوجه.
قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ البلح مَال حَلَال غير بَاقٍ وَقيل من رأى أَنه قطع بلحا من نَخْلَة فَإِنَّهُ يرْزق ولدا فَإِن أكل مِنْهُ فَإِنَّهُ يرْزق مِيرَاثا من ولد.
وَمن رأى بلحا صَار رطبا فَإِنَّهُ حُصُول سرُور وَمَنْفَعَة من جِهَته.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يَأْكُل بلحا أَو بسرا فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ رزق وَربح لم يكن أمله أَو أيس مِنْهُ وَأما الطّلع فَإِنَّهُ مَال مبارك نَام وَالنَّخْل باسقات لَهَا طلع نضيد رزقا للعباد.
وَمن رأى أَن الطّلع ظهر وَأكله أكل مَاله.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب طلعا كثيرا وَلَا يَأْكُل مِنْهُ شَيْئا فَإِن الْملك يغْضب عَلَيْهِ ثمَّ يرضى عَنهُ.)
وَأما التَّمْر فرزق حسن وَعلم وَرُبمَا كَانَ مِيرَاثا وَقيل من رأى أَنه أصَاب تَمرا وَأكله فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَاضرا من رجل كَبِير.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل التَّمْر مَعَ النَّوَى فَإِنَّهُ يخلط حَلَالا مَعَ حرَام وَكَذَلِكَ بَقِيَّة نَوعه وكل ثَمَرَة لَهَا عجم وَرَأى أَنه يَأْكُل التَّمْر وعجمها فتعبيره نَظِير ذَلِك.
وَمن رأى أَنه أصَاب تَمْرَة وَاحِدَة فَإِن كَانَ لَهُ امْرَأَة حَامِل فَإِنَّهَا تَأتي بِولد ذكر.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل تَمرا لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مثله من طعم وصفاء اللَّوْن فَإِنَّهُ مفكر فِيمَا أَمر الله تَعَالَى بِهِ وَنهى عَنهُ فِي الْقُرْآن.
وَمن رأى أَنه أصَاب شَيْئا من تمر الْعرَاق الَّذِي يعرف بالقصب فَإِنَّهُ رزق بِكَثْرَة لَكِن بتعب وَهُوَ مَحْمُود جدا.
وَمن رأى أَنه أصَاب شَيْئا من تمر الْحجاز فَإِنَّهُ رزق أحسن من التَّمْر الْمُطلق وَرُبمَا دلّ على الْحَج وَهُوَ مَحْمُود جدا على كل حَال.
وَمن رأى أَنه أصَاب شَيْئا من نوى التَّمْر فَإِنَّهُ يَنْوِي سفرا وَقيل رُؤْيا نوى التَّمْر تؤول بِمَا نوى فَإِن حصل مِنْهَا شَيْئا كَانَ مَا نَوَاه يُرْجَى وَإِن لم يحتو عَلَيْهِ فَهُوَ دَلِيل السّفر.
وَأما الْعِنَب فَقَالَ دانيال من رأى أَنه يَأْكُل عنبا أسود فِي أَوَانه فَإِنَّهُ هم وغم وَفِي غير أَوَانه سقم وَقيل من رأى أَنه يَأْكُل عنبا اسود فَإِنَّهُ يَأْكُل بِعَدَد كل حَبَّة عَصا إِذا كَانَ فِي غير أَوَانه.
وَمن رأى أَنه أكل عنباً أَبيض فِي أَوَانه فَإِنَّهُ حُصُول نعْمَة وَخير وَمَنْفَعَة وَحُصُول مَا أمله وَإِن كَانَ فِي غير أَوَانه وَرَأى مَعَ ذَلِك مَا هُوَ مَحْمُود فَإِنَّهُ خير وَمَال حَلَال وَالْعِنَب الْأَحْمَر تَعْبِيره نَظِير ذَلِك.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الْعِنَب الْأسود فِي وقته جيد وَرُبمَا دلّ على هم يسير وَفِي غير وقته سقم وحزن وَخَوف وَالْعِنَب الْأَبْيَض فِي وقته مَحْمُود وَفِي غير وقته غم.
وَقَالَ ابْن سِيرِين الْعِنَب الْأَبْيَض فِي وقته يؤول بالأمطار والندى وَأكله فِي وقته دَلِيل على مَال حَلَال.
وَأكل الْعِنَب الطَّائِفِي دَلِيل على حُصُول المَال بالمشقة.
وَأكل الْعِنَب الْأَحْمَر فِي وقته مَنْفَعَة قَليلَة.
وَقيل الْعِنَب فِي الْجُمْلَة مُطلقًا إِذا كَانَ جلده قَوِيا فَهُوَ حُصُول مَال بتعب ومشقة.)
وَإِذا كَانَ رَقِيقا وماؤه صافيا فَإِنَّهُ يدل على مَال حَلَال وكل عِنَب يكون مَاؤُهُ متغيرا فَإِنَّهُ يدل على مَال حرَام وكل عِنَب يكون مَاؤُهُ أَحْمَر فَهُوَ عز وجاه وكل عِنَب يكون أحلى وأصفى فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة مَنْفَعَة وَمَال وَعز.
وَمن رأى أَنه يعصر عنبا بمعصار من طين وَلبن فَإِنَّهُ يخْدم ملكا عادلا دينا.
وَمن رأى أَنه يعصر عنبا بماعون أَو آنِية فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى امْرَأَة تكون بِقدر ذَلِك المعصور فِيهِ.
وَمن رأى أَنه يعصر عنبا ويضعه فِي دن أَو زير أَو مَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ تَحْصِيل مَال كثير من جِهَة ملك.
وَمن رأى أَنه يعصر عنبا فِي معصرة وَهُوَ وَأَهله يباشرون ذَلِك فَإِنَّهُ حُصُول مَنْفَعَة من ملك حَتَّى يعم عِيَاله وَالنَّاس يحسدونه وَإِن لم يكن الرَّائِي أَهلا لذَلِك فَإِنَّهُ تحصل لَهُ مَنْفَعَة من رجل جليل الْقدر.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْعِنَب الْأسود والأبيض فِي وقته وَفِي غير وقته يؤول على أَرْبَعَة أوجه أَوْلَاد وَعلم وفرائض وَمَال وعصيره أَيْضا على ثَلَاثَة أوجه مَال فِيهِ خير وبركة وسعة وخلاص من قحط وبلاء لقَوْله تَعَالَى فِيهِ يغاث النَّاس وَفِيه يعصرون.
وَقيل رُؤْيا الْعِنَب الْأَبْيَض فِي وقته نضارة الدُّنْيَا وحسنها وَفِي غير وقته مَال يَنَالهُ
(فصل فِي الْعِنَب الْكثير)
إِذا كَانَ أَبيض فغيث بِالنَّهَارِ، وَإِذا كَانَ أسود فغيث بِاللَّيْلِ، وَإِذا كَانَ مختلطاً دلّ على كَثْرَة الأمطار لَيْلًا وَنَهَارًا.