فصل النَّبَات إِذا عد مِنْهُ وَأما الماش فَإِنَّهُ إِذا كَانَ مطبوخا دلّ على خير قَلِيل وَإِذا كَانَ نيئا فَإِنَّهُ حزن وَإِذا رَآهُ كثيرا وَلم يَأْكُل مِنْهُ فَلَا بَأْس بِهِ.
(الْبَاب الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ)
(فِي رُؤْيا أَنْوَاع الْحُبُوب والتبن والدقيق وَمَا يعْمل مِنْهُ)
٣ - (فصل فِي رُؤْيا أَنْوَاع الْحُبُوب)
أما الْأرز فيؤول بِالْمَالِ فَمن رأى أَنه يَأْكُل أرزا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال بتعب وتعسير وَجمعه أَو خزنه أبلغ لكَونه أَكثر ومطبوخه أقل وَإِذا أضيف إِلَيْهِ لبن فَلَيْسَ بمحمود.
قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْأرز مَال مَجْمُوع فِيهِ نصب ومشقة وَقيل طبخ الْأرز مَال يَنْمُو وَيكثر.
وَمن رأى أَنه يقشر الْأرز فَإِنَّهُ يجْتَهد فِي اتقاء مَال من الشُّبُهَات وَأما الشّعير فَإِنَّهُ مَال وَرُبمَا كَانَ دَرَاهِم لبياضه.
فَمن رأى أَنه أصَاب شَيْئا مِنْهُ فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا.
وَمن رأى أَنه أكل شَعِيرًا يَابسا أَو رطبا أَو مقليا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَهُوَ صَالح على كل حَال.)
وَمن رأى أَنه أهْدى إِلَيْهِ شَعِيرًا فَإِنَّهُ ينَال قُوَّة وَصِحَّة جسم ويصيب خيرا.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الشّعير مَال فِي صِحَة الْبدن أَو ولد قصير الْعُمر فمهما رأى فِي ذَلِك يعبر فِيمَا ذكر على قدر مَا يَقْضِيه.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الشّعير مَال كثير يحصل بالرفق وَبيع الشّعير يؤول على أَن الرَّائِي يخْتَار الدُّنْيَا على الْآخِرَة وَأما الْقَمْح فَإِنَّهُ مَال وَرُبمَا كَانَ ذَهَبا.
فَمن رأى أَنه أصَاب قمحا فَإِنَّهُ يُصِيب ذَهَبا.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل قمحا فَإِنَّهُ فَاضل ناسك.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل قمحا يَابسا أَو مطبوخا فَلَا خير فِيهِ.
وَمن رأى أَن فَمه أَو بَطْنه أَو جلده ملآن قمحا يَابسا فَإِن عمره قد نفذ فليتق الله.
وَمن رأى أَنه ادخر قمحا ثمَّ أَصَابَهُ مَا أفْسدهُ فَإِنَّهُ يحصل مَالا ثمَّ لَا يجد مِنْهُ مَنْفَعَة.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث رائي أكل الْقَمْح الرطب يرْزق تَوْفِيقًا للطاعات والأشغال الحميدة.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل قمحا يَابسا أَو محمصا فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ على أَي وَجه كَانَ.
وَمن رأى أَنه بَاعَ قمحا بِثمن قَلِيل فَهُوَ جيد فِي حَقه وَإِن بَاعه غاليا فَإِنَّهُ نقص فِي دينه.
وَمن رأى أَنه يفرق قمحا سَوَاء كَانَ بِثمن أَو هبة وَلم يَأْخُذ لَهُ عوضا فَإِنَّهُ صَالح إِلَى الْعَامَّة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا أكل الْقَمْح على ثَلَاثَة أوجه للمتولي عزل وَلغيره مضرَّة وغربة.
وَأما الذّرة فتؤول برزق من قبل الْيمن وَرُبمَا كَانَت رجلا من ذَلِك الْمَكَان وَالْبيع مِنْهَا لَيْسَ بمحمود.
وَأما الدخن فَمَال يحصل بتعب ومشقة وَالْبيع فِيهَا نَظِير الذّرة وَأكله مَذْمُوم.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الدخن مَال قَلِيل سَوَاء كَانَ كثيرا أَو قَلِيلا مجموعا أَو غير مَجْمُوع مطبوخا أَو غير مطبوخ وَأما الحمص فَإِنَّهُ غم وهم وتشويش سَوَاء كَانَ رطبا أَو يَابسا مطبوخا أَو غير مطبوخ وَإِذا كَانَ مَعَ شَيْء غَيره فَهُوَ أخف.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا الحمص الْحَار تدل على الْقبْلَة فِيمَا لَا يَنْبَغِي.
وَحكي فِي الْمَعْنى أَن رجلا جَاءَ إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ لَهُ: رَأَيْت كأنني أكلت حمصا حارا فَقَالَ لَهُ قبلت زَوجتك فِي رَمَضَان وَأَنت صَائِم قَالَ نعم.
وَأما العدس فَهُوَ جيد لِأَن ابْن سِيرِين أحبه لِأَنَّهُ سماط خَلِيل الرَّحْمَن عَلَيْهِ السَّلَام.)
وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا أكل العدس لَيست بمحمودة لِأَن قوم مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام لما حصل لَهُم الْملَل من أكل الْمَنّ والسلوى سَأَلُوا الله فِي انبات العدس فعاتبهم الله على ذَلِك.
وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا أكل العدس حُصُول مَال من جِهَة النسْوَة خُصُوصا ان كَانَ غير مطبوخ وَإِذا كَانَ غير مطبوخ وَأكل مِنْهُ فَهُوَ غم وَأما ادخاره فَلَيْسَ بمحمود على أَي وَجه كَانَ.
وَأما القرطم فَهُوَ مَال حَلَال من جِهَة أَقوام أَشْرَاف وَأكله فِيهِ خلاف فَمنهمْ من شكره وَمِنْهُم من ذمه وَرُبمَا كَانَ دَرَاهِم لبياضه وَلَا بَأْس بجمعه.
وَأما السمسم فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ المتزايد فَمن رأى أَنه أَخذ من أحد سمسما فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مَنْفَعَة بِقدر ذَلِك.
وَقَالَ الْكرْمَانِي السمسم مَال تَاجر وَإِن كَانَ عتيقا أَو متغير الطّعْم واللون فَإِنَّهُ مَال حرَام وَرُبمَا كَانَ هما وغما.
وَأما حب الفول فَلَيْسَ بمحمود وَرُبمَا كَانَ هما وغما خُصُوصا لمن أكله.
وَأما الْخَرْدَل فَهُوَ هم وغم وَأكله نقص فِي