للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد بن موسى الحازمي١ في الناسخ والمنسوخ٢:

دليل من قال بالأول, وهو أن [أصله] ٣ السنة: ظواهر أحاديث٤, منها:

٢٨٢- عن البراء بن عازب "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو٥ أخواله من الأنصار، وأنه -صلى الله عليه وسلم- صلى قِبَل بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا. وكان يعجبه أن تكون قبلته إلى البيت".

وذكر الحديث إلى أن قال: "وكانت اليهود قد أعجبهم٦ إذ كان يصلي قِبَل بيت المقدس وأهل الكتاب. فلما وجه إلى البيت أنكروا ذلك ... الحديث".

رواه البخاري ومسلم٧.


١ هو: الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان بن الحازمي الهمذاني. كان ثقة، حجة، نبيلا، زاهدا، عابدا، ورعا، مصنفا. مات سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
تذكرة الحفاظ ٤/ ١٣٦٤.
٢ انظر الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار, ص١٢٦.
"قلت": ومنشأ الخلاف في المسألة:
هو: هل السنة تنسخ بالكتاب والكتاب بالسنة، أم لا بد من التجانس بين الناسخ والمنسوخ؟ فيكون لا ينسخ القرآن إلا بالقرآن، وكذلك السنة, ويتفرع عليه نسخ التوجه إلى بيت المقدس.
فمن ذهب إلى أن الكتاب ينسخ السنة، والسنة المتواترة تنسخ الكتاب، يرى أن التوجه إلى بيت المقدس في ابتداء الهجرة كان ثابتا بالسنة ثم نسخ بالقرآن. ومن يرى أن القرآن لا ينسخ إلا بالقرآن, والسنة لا تنسخ إلا بالسنة، يرى أن التوجه إلى بيت المقدس في الصلاة كان ثابتا بالقرآن ثم نسخ بالقرآن.
وقد ذكر المصنف بعض ما استدل به كلا الفريقين على رأيه.
وانظر الاعتبار ص١٢٥-١٢٨.
٣ في الأصل "أصل".
٤ في ف "الأحاديث".
٥ في صحيح البخاري: "أو قال".
٦ في نسخة ف: جاء زيادة لفظ "ذلك" بعدها, والذي في الأصل وفي صحيح البخاري كما أثبته.
٧ البخاري: في كتاب الإيمان، باب "٣٠" الصلاة من الإيمان ... إلخ ١/ ١٥ باختلاف يسير في بعض ألفاظه. وتمامه " ... وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر =

<<  <   >  >>