مما لا شك فيه أن كتاب الإمام ابن كثير له مزاياه الخاصة وأهميته بين الكتب:
١- أنه كان سابقا في العمل على غيره من المخرجين، إلا ما يحتمل سبق ابن عبد الهادي له في التخريج, والله أعلم.
٢- وأنه كتاب مختصر, لا يطيل في ذكر كل الروايات وذكر ألفاظها وتكرار أسانيدها, إلا فيما تدعو الحاجة إليه, ويكتفي بذكر متون بعض الأحاديث التي فيها لفظ حديث الكتاب الأصل، أو القريب منه. ويشير إلى الروايات الأخرى في الباب إن وجدت عن صحابة آخرين, فيقول فيها مثلا: ولأبي هريرة عند مسلم مثله أو نحوه، من غير ذكرها مرة أخرى.
٣- ثم إنه كتاب اعتمده من جاء بعده، ومنهم من نص على ذكر اسمه في المواطن التي اعتمد بها عليه، كالإمام ابن حجر في الموافقة، في كثير من المواطن. ومنهم من يشير ولم يذكره، أو لم يشر لكن الكلام هو أصلا لابن كثير كما يفعل الزركشي، وابن الملقن.
٤- أن كل حديث قال فيه ابن كثير: لا أعرفه، أو لا يعرف بهذا اللفظ, أو غير ذلك, اعتمده الذين جاءوا بعده فذكروا ذلك، وابن حجر ينص على أن ابن كثير قال ذلك.
٥- أن الروايات التي تعرض لها ابن كثير في حديث الباب وجاء بها، ذكرها الذين جاءوا بعده، وربما زادوا روايات أخرى, على أن فيما ذكر الحافظ ابن كثير يغني في المسألة.
٦- عندما يذكر ابن الحاجب أن فلانا من الصحابة له هذه الرواية، ولم يعرف ابن كثير أن له مثل هذه الرواية وقال: لا أعرفه من حديث فلان،