وفي تحفة الأحوذي ٦/ ٣١٢ جاء قول الإمام الترمذي: "هذا حديث حسن". ونقل الحافظ المزي عنه قوله: "حسن" في تحفة الأشراف ٤/ ١٦٩. وكذلك الحافظ ابن حجر ذكر تحسين الترمذي للحديث, في الفتح ٥/ ٣٧٢ كما ذكر المصنف. وأخرجه الإمام أحمد: ٥/ ٢٥٧ بمثل حديث الترمذي. وأخرجه البيهقي: في كتاب الوصايا، باب نسخ الوصية للوالدين ... إلخ ٦/ ٢٦٤. ومدار حديثهم جميعا على إسماعيل بن عياش. وقد وقع كلام بين الأئمة في إسناد هذا الحديث, حيث جاء من طريقه. وإسماعيل متكلم فيه. قال الإمام الترمذي بعد حديث الباب ٤/ ٤٣٤: ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل العراق وأهل الحجاز، ليس بذاك فيما ينفرد به؛ لأنه روى عنهم مناكير، وروايته عن أهل الشام أصح ا. هـ. وقال الحافظ في التقريب ١/ ٧٣: صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم. ا. هـ. وروايته في حديث الباب، عن شرحبيل بن مسلم، وهو شامي ثقة، كذا قال المباركفوري في تحفة الأحوذي ٦/ ٣٠٨ وابن حجر في الفتح ٥/ ٣٧٢. وفي الموافقة أيضا "ط ٢/ ٣١٧" إلا أنه قال في التقريب فيه ١/ ٣٤٩: صدوق فيه لين. وقال الزيلعي في نصب الراية ٤/ ٤٠٣: قال في التنقيح, أي ابن عبد الهادي: قال أحمد والبخاري وجماعة من الحفاظ: ما رواه إسماعيل بن عياش عن الشاميين فصحيح، وما رواه عن الحجازيين فغير صحيح، وهذا رواه عن شامي ثقة. انتهى. وقد وثّق الشيخ أحمد محمد شاكر رواية إسماعيل بن عياش، عن الشاميين وغيرهم، وذلك في تعليقه على جامع الإمام الترمذي ٢/ ٢٣٧, ٢٣٨. وقد روى حديث أبي أمامة أيضا، ابن الجارود في المنتقى, في كتاب الوصايا، باب ما جاء في الوصايا، حديث "٩٤٩" ص٣١٧ من طريق آخر. وقال الشيخ أحمد محمد شاكر في تعليقه على الرسالة للإمام الشافعي المطلبي ص١٤١ في الحديث: وإسناده صحيح, تكلموا في بعض رجاله بما لا يُضعف حديثهم ... إلخ ا. هـ. "وأقول": وقد حسن إسناد حديث أبي أمامة هذا، الحافظ في التلخيص ٣/ ٩٢. ١ ابن ماجه في كتاب الوصايا، باب لا وصية لوارث, حديث "٢٧١٤" ٢/ ٩٠٦, من طريق هشام بن عمار, ثنا محمد بن شعيب بن شابور, ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جاء, عن سعيد بن أبي سعيد أنه حدثه عن أنس بن مالك, وذكر الحديث. قال الحافظ في الموافقة "ط٢/ ٣١٤": ورجاله رجال الصحيح إلا سعيد بن أبي سعيد، فاختلف فيه, فقيل: هو المقبري. فلو ثبت هذا؛ لكان الحديث على شرط الصحيح، لكن الأكثر على أنه شيخ مجهول من أهل بيروت. وقد وقع في بعض طرقه: عن ابن جابر, حدثني شيخ بالساحل يقال له: سعيد بن أبي سعيد. والمقبري لا يقال فيه مثل هذا لشهرته.