للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيل: فإن دئلا نكرة غير علم، وهذا النقل إنما هو أمر يخص العلم، نحو يشكر ويزيد وتغلب.

قيل: قد يقع النقل في النكرة أيضًا. وذلك الينجلب١. فهذا منقول من مضارع انجلب الذي هو مطاوع٢ جلبته؛ ألا ترى إلى قولهم٣ في التأخيذ: أخذته بالينجلب، فلم يحر٤ ولم يغب. ومثله رجل أباترٌ. وهو٥ منقول من مضارع باترت، فنقل فوصف به. وله نظائر.

فهذا٦ حديث فعل.

وأما فعل فدون فعل أيضًا. وذلك أنه كثيرًا ما يعدل عن أصول كلامهم، نحو عمر، وزفر، وجشم، وقثم، وثعل، وزحل. فلما كان كذلك لم يتمكن عندهم تمكن فعل الذي ليس معدولا. ويدلك على انحراف فعل عن بقية الأمثلة الثلاثية٧ غير ذوات الزيادة انحرافهم٨ بتكسيره عن جمهور تكاسيرها. وذلك نحو جعلٍ وجعلان، وصرد، وصردان، ونغر، ونغران، "وسلك، وسلكان"٩، فاطراد هذا في فعل مع عزته في غيرها، يدلك على أن له فيه خاصية انفرد بها، وعدل عن نظائره إليها. نعم، وقد ذهب أبو العباس إلى أنه "كأنه منقوص"١٠ من فعالٍ. واستدل على ذلك


١ هو حجرة للنأخيذ، وهو نوع من السحر تمنع به المرأة زوجها عن غشيان غيرها من النساء.
٢ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "مضارع".
٣ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "قوله".
٤ كذا في ش، أي لم يرجع عن حبها، وفي ز: "يجز"، وفي د، هـ: "يجر".
٥ كذا في ش، وسقط حرف العطف في د، هـ، ز، ط.
٦ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "وهذا".
٧ في ش: "الثلاثة".
٨ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "وانحرافهم".
٩ سقط ما بين القوسين في ش والسلك: فرخ القطا أو الحجل.
١٠ كذا في ش، وفي ز: "كان منقوصا" وفي ط: "كان منقوص" و"كان" عليه زائدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>