للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في التراجع عند التناهي]

هذا معنى مطروق في غير صناعة الإعراب؛ كما أنه مطروق فيها. وإذا تشاهدت١ حالاهما كان أقوى لها، وأذهب في الأنس بها.

فمن ذلك قولهم: إن الإنسان إذا تناهى في الضحك بكى، وإذا تناهى في الغم ضحك، وإذا تناهى في العظة أهمل، وإذا تناهت العداوة استحالت مودة.

وقد٢ قال٣:

وكل شيء بلغ الحد انتهى

وأبلغ من هذا قول شاعرنا٤:

ولجدت حتى كدت تبخل حائلا ... للمنتهى ومن السرور بكاء

والطريق في هذا ونحوه معروفة مسلوكة.

وأما طريق صناعة الإعراب في مثله" فقول أبي إسحاق في ذكر العلة التي امتنع لها أن يقولوا: مازال زيد إلا قائمًا: "نفي و"٥ نفي النفي إيجاب. وعلى نحو٦ هذا ينبغي أن يكون قولهم: ظلمة، وظلم، وسدرة، وسدر، وقصعة، وقصاع، "وشفرة وشفار"٧. وذلك أن الجمع يحدث للواحد تأنيثًا نحو قولهم: هذا جمل وهذه جمال وهذا رجل وهذه رجال٨ قد أقبلت. وكذلك بكر وبكارة، وعير وعيورة، وجريب٩ وأجربة، وصبى وصبية ونحو ذلك. فلما كانت ظلمة،


١ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "شاهدت".
٢ سقط هذا الحرف في د، هـ.
٣ أي ابن دريد في مقصورته، وصدره:
فإن أمت فقد تناهت لذتي
٤ يريد المتنبي، والبيت من قصيدته في مدح هارون بن عبد العزيز الأوارجي. وقوله: "حائلا" أي متحولا.
٥ ثبت ما بين القوسين في ط، وسقط في ش، ز.
٦ ثبت في ش، ط، وسقط في د، هـ، ز.
٧ سقط ما بين القوسين في ش.
٨ كذا في د، هـ، ز، ط، وفي ش: "الرجال".
٩ هو مكيال.

<<  <  ج: ص:  >  >>