للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب في الشيء يرد مع نظيره مورده ١ مع نقيضه:

وذلك أضرب:

منها اجتماع المذكر والمؤنث في الصفة المؤنثة؛ نحو: رجل علَّامة, وامرأة علَّامة, ورجل نسَّابة, وامرأة نسابة, ورجل همزة لمزة, وامرأة همزة لُمَزة, ورجل صرورة وفروقة, وامرأة صرورة وفروقة, ورجل هلباجة فقاقة٢، وامرأة كذلك. وهو كثير.

وذلك أن الهاء في نحو ذلك لم تلحق لتأنيث الموصوف بما هي فيه, وإنما لحقت لإعلام المسامع أن هذا الموصوف بما هي فيه قد بلغ الغاية والنهاية, فجعل تأنيث الصفة أمارة٣ لما أريد من تأنيث الغاية والمبالغة, وسواء كان ذلك الموصوف بتلك الصفة مذكرًا أم٤ مؤنثًا. يدل على ذلك أن الهاء لو كانت في نحو: امرأة فروقة, إنما لحقت؛ لأن المرأة مؤنثة لوجب أن تحذف في المذكر فيقال: رجل فروق, كما أن التاء في "نحو امرأة"٥ قائمة، وظريفة, لما لحقت لتأنيث الموصوف حذفت مع تذكيره في نحو:٦ رجل ظريف وقائم وكريم. وهذا واضح.

ونحو من تأنيث هذه الصفة٧ لا يعلم أنها بلغت المعنى الذي هو مؤنث أيضًا تصحيحهم العين في نحو: حول وصيد واعتونوا واجتوروا, إيذانًا بأن ذلك في معنى ما لا بُدَّ من تصحيحه. وهو احولَّ واصيدَّ وتعاونوا، وتجاوروا،


١ كذا في أ. وفي غيرها: "وروده". وهذا الباب في "الأشباه والنظائر" ١/ ٢٣٠.
٢ سقط في أ. والهلياجة والفقافة كلاهما الأحمق، الذكروالأنثى في ذلك سواء.
٣ في أ: "أمثلة".
٤ في ش: "أو".
٥ زيادة في ش.
٦ سقط في غيرش، أ.
٧ كذا في أ. وفي غيرها: "الصيغة".

<<  <  ج: ص:  >  >>