للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكما كررت الألفاظ لتكرير المعاني نحو: الزلزلة والصلصلة والصرصرة. وهذا١ باب واسع.

ومنها اجتماع المذكر والمؤنث في الصفة المذكرة, وذلك نحو: رجل خصم, وامرأة خصم, ورجل عدل وامرأة عدل, ورجل ضيف وامرأة ضيف, ورجل رضا وامرأة رضًا. وكذلك ما فوق الواحد نحو: رجلين٢ رضا وعدل, وقوم رضا وعدل, قال زهير٣:

متى يشتجر قوم يقل سرواتهم ... هم بيننا فهم رضًا وهم عدلُ٤

وسبب اجتماعهما هنا في هذه الصفة أن التذكير إنما أتاها من قبل المصدرية٥، فإذا قيل: رجل عدل فكأنه وصف بجميع الجنس مبالغة كما تقول: استولى على الفضل, وحاز جميع الرياسة والنبل, ولم يترك لأحد نصيبًا في الكرم والجود, ونحو ذلك. فوصف بالجنس أجمع٦، تمكينًا "لهذا الموضع"٧ وتوكيدًا.

وقد ظهر منهم ما يؤيد هذا المعنى ويشهد به. وذلك نحو قوله: أنشدناه أبو علي:

ألا أصبحت أسماء جاذمة الحبل ... وضنَّت علينا والضنين من البخل٨


١ كذا في أ. وفي غيرها: "هو".
٢ كذا في أ. وفي ش: "رجلان".
٣ ثبت في ش، وسقط في غيرها.
٤ من قصيدته التي مطلعها:
صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو ... وأقفر من سلمى التعانيق والثقل
قالها في هرم بن سنان, والحارث بن عوف المزبين. انظر الديوان "طبعة دار الكتب" ١٠٧.
٥ في ش: "الصيغة".
٦ في ش: "الجميع"، وسقط في غيرها.
٧ سقط في أ.
٨ نسبه في اللسان "ضئن" إلى البعيث, وقد أورد ابن قتيبة في الشعراء البعيث أربعة أبيات على هذا الروي، وليس منها البيت، وورد غير معزو في أمالي ابن الشجري ١/ ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>