للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في أن ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب]

...

باب في أن ما قيس على كلام العرب:

هذا موضع شريف. وأكثر الناس يضعف عن احتماله لغموضه ولطفه. والمنفعة به عامة, والتساند إليه مقو مجد. وقد نص١ أبو عثمان عليه فقال: ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب؛ ألا ترى أنك لم تسمع أنت ولا غيرك اسم كل فاعل ولا مفعول وإنما سمعت البعض فقست عليه غيره. فإذا سمعت "قام زيد " أجزت ظرف بشر, وكرم خالد.

قال أبو علي: إذا قلت: "طاب الخشكنان "٢ فهذا من كلام العرب لأنك بإعرابك إياه قد أدخلته كلام العرب.

ويؤكد هذا عندك أن ما أعرب من أجناس الأعجمية قد أجرته العرب مجرى أصول كلامها ألا تراهم يصرفون في العلم نحو آجر وإبريسيم وفِرِند وفيروزج وجميع ما تدخله لام التعريف. وذلك أنه لما دخلته اللام في نحو الديباج, والفرند والسهريز٣، والآجر؛ أشبه أصول كلام العرب, أعني النكرات. فجرى في الصرف ومنعه مجراها.


١ انظر الباب الثاني من تصريف المازني بشرح ابن جني ١٧٠ نسخة التيمورية.
٢ فسره داود الأنطاكي في التذكرة ١/ ١٢٩ بأنه "خالص دقيق الحنطة إذا عجن بشيرج وبسط وملئ بالسكر واللوز والفستق وماء الورد، وجمع وخبز. وأهل الشام تسميه المكف". وانظر المعرب للجواليقي ١٣٤. ويقابله في هذا العصر البسكويت. وانظر محاضر جلسات المجمع اللغوي: دور الانعقاد الأول ٤٣٣.
٣ السهريز -بكسر السين وتضم- ضرب من التمر، يقال: تمر سهريز؛ بالوصف والإضافة. ويقال: شهريز؛ بالشين أيضا. وانظر معرب الجواليقي "طبعة الدار" ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>