للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في التقديرات المختلفين لمعنيين مختلفين]

...

باب في التقديرين المختلفين لمعنيين مختلفين:

هذا في كلام العرب كثير فاش والقياس له قابل مسوغ.

فمن ذلك قولهم: مررت بزيد وما كان نحوه مما يلحق من حروف الجر معونة لتعدي الفعل. فمن وجه يعتقد في الباء أنها بعض الفعل من حيث كانت معدية وموصلة له. كما أن همزة النقل في " أفعلت " وتكرير العين في "فعلت " يأتيان لنقل الفعل وتعديته نحو قام وأقمته وقومته وسار وأسرته وسيرته. فلما كان حرف الجر الموصل للفعل معاقبًا لأحد شيئين١ كل واحد منهما مصوغ٢ في نفس المثال جرى مجراهما في كونه جزءًا من الفعل أو٣ كالجزء منه. فهذا وجه اعتداده كبعض الفعل.

وأما وجه اعتداده كجزء من الاسم فمن حيث كان مع ما جره في موضع نصب، وهذا يقضي٤ له بكونه جزءًا مما بعده أو كالجزء منه ألا تراك تعطف على مجموعهما٥ بالنصب كما تعطف على الجزء الواحد في نحو قولك: ضربت٦ زيدًا وعمرًا؛ وذلك


١ كذا في أ. وفي ش، ب، "الشيئين".
٢ كذا في أوفي ش، ب: "موضوع".
٣ كذا في أ. وفي ش، ب: "و".
٤ كذا في أ. وفي ش، ب: "يقتضي".
٥ كذا في ب، ش، ج. وفي أ: "مجموعها".
٦ انظر ص١٠٨ من هذا الجزء.

<<  <  ج: ص:  >  >>