للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في إجراء المتصل مجرى المنفصل، وإجراء المنفصل مجرى المتصل]

فمن الأول قولهم: اقتتل القوم واشتتموا. فهذا بيانه "نحو من بيان"١ "شئت تلك"٢ وجعل لك إلا أنه أحسن من قوله:

الحمد لله العلي الأجلل

وهذا٣ لأن إنما يظهر مثله ضرورة وإظهار٤ نحو اقتتل واشتتم مستحسن وعن غير ضرورة.

وكذلك باب قولهم: هم يضربونني وهما يضربانني أجري -وإن كان متصلًا- مجرى يضربان نعم ويضربون٥ نافعًا. ووجه الشبه بينهما أن نون الإعراب هذه٦ لا يلزم٧ أن يكون بعدها نون؛ ألا ترى أنك تقول: يضربان زيدًا ويكرمونك ولا تلزم٨ هي أيضًا، نحو لم يضرباني. ومن ادغم نحو هذا واحتج بأن المثلين في كلمة واحدة فقال: يضرباني و"قال٩ تحاجونا" فإنه يدغم أيضًا نحو اقتتل، فيقول: قتل. ومنهم من يقول: قتل ومنهم من يقول: قتل. ومنهم من يقول: اقتل، فيثبت همزة الوصل مع حركة القاف، لما كانت الحركة عارضة للنقل أو لالتقاء١٠ الساكنين وهذا مبين في فصل الادغام.

ومن ضد ذلك١١ قولهم: ها الله ذا١٢، أجرى مجرى دابةٍ وشابةٍ. وكذلك قراءة من قرأ {فَلَا تَتَنَاجَوْا} ١٣ و {حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا} ١٤ ومنه -عندي- قول الراجز -فيما أنشده١٥ أبو زيد:

من أي يومي من الموت أفرّ ... أيوم لم يقدر أم يوم قدر


١ كذا في ط، وفي ز: "نحو" وفي ش: "بيان"، ويريد بالبيان الإظهار وترك الإدغام.
٢ كذا في الأشباه للسيوطي، وفي ط: "سيت تلك" وهو محرف عما أثبت، وفي ش: "سبب تلك"، وفي د، هـ، ز: "ضرب بكر".
٣ كذا في ش، وفي ط؛ "وبابه" وسقط في د، هـ، ز.
٤ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز:"إظهاره.
٥ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "يشتمان".
٦ سقط في ط.
٧ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "تلزم".
٨ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "يلزم".
٩ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "قل أتحاجونا".
١٠ في د، هـ، ز: "النقاء".
١١ سقط في د، هـ، ز.
١٢ سقط في ش، ط: ويريد إثبات ألف "ها" فتلتقي ساكنة مع اللام الأولى من لفظ الجلالة.
١٣ آية ٩ سورة المجادلة، وفي الأسول: "ولا تناجوا" وهو غير التلاوة، وهو يريد القراءة بإدغام التاءين في "تتناجوا" وهي قراءة ابن محيصن، وانظر البحر ٨/ ٢٣٦.
١٤ آية ٣٨ سورة الأعراف، وهو يريد القراءة بإثبات ألف "إذا" على الجمع بين الساكنين، وهي قراءة عصمة عن أبي عمرو، وانظر تفسير القرطبي ٧/ ٢٠٤.
١٥ انظر النوادر ١٣، وحماسة البحتري ٤٥، والعقد الفريد في "فضائل الشعر" ففيه أن عليا رضي الله عنه تمثلى به، وفيه بيت آخر بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>