للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذا أنشده أبو زيد: لم يقدر بفتح الراء وقال: أراد النون الخفيفة فحذفها وحذف نون التوكيد وغيرها من علاماته جارٍ عندنا مجرى ادغام الملحق في أنه نقض الغرض إذ كان التوكيد من١ أماكن الإسهاب والإطناب والحذف من مظان الاختصار والإيجاز. لكن القول فيه عندي أنه أراد: أيوم٢ لم يقدر أم يوم قدر ثم خفف همزة "أم" فحذفها وألقى حركتها على راء "يقدر" فصار تقديره "أيوم لم يقدرم٣، ثم أشبع فتحة الراء فصار تقديره"٤: أيوم لم يقدر ام، فحرك الألف لالتقاء الساكنين، فانقلبت همزة، فصار تقديره أم واختار٥ الفتحة إتباعًا لفتحة الراء. ونحو من هذا التخفيف قولهم في المرأة والكمأة "إذا خففت الهمزة: المراة والكماة"٦. وكنت ذاكرت الشيخ أبا علي -رحمه الله- بهذا منذ بضع عشرة سنة فقال: هذا إنما يجوز في المتصل. قلت له٧: فأنت أبدًا تكرر ذكر إجرائهم المنفصل مجرى المتصل فلم يرد٨ شيئًا. وقد ذكرت قديما هذا الموضع في كتابي "في سر صناعة الإعراب".

ومن إجراء المنفصل مجرى المتصل قوله٩:

وقد بدا هنك من المئزر

فشبه "هنك" بعضد فأسكنه١٠؛ كما يسكن نحو ذلك.


١ كذا في ش، ط: وفي د، هـ، ز: "في".
٢ في ش: "يوم".
٣ "بقدوم" كذا في الأشباه، وفي ز، ط: "يقدر".
٤ سقط ما بين القوسين في ش.
٥ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "فاختار".
٦ سقط ما بين القوسين في د، هـ، ز.
٧ سقط في ش، ط.
٨ كذا في ز، وفي ش، ط: "يزد".
٩ انظر ص٧٥ من الجزء الأول وص٣٠٩ من الجزء الثاني.
١٠ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "فأسكن".

<<  <  ج: ص:  >  >>