للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب القول على اللغة وما هي١:

أما حدها "فإنها أصوات"٢ يعبر بها كل قوم عن أغراضهم. هذا حدها. وأما اختلافها فلما سنذكره في باب القول عليها: أمواضعة هي أم إلهام. وأما تصريفها ومعرفة حروفها فإنها فعلة من لغوت. أي تكلمت وأصلها لغوة٣ ككرة وقلة وثبة كلها لاماتها واوات لقولهم. كروت بالكرة, وقلوت بالقلة؛ ولأن ثبة كأنها من مقلوب ثاب يثوب. وقد دللت على ذلك وغيره من نحوه في كتابي في " سر الصناعة "٤. وقالوا فيها: لغات ولغون ككرات وكرون٥ وقيل منها لغى يلغى إذا هذى؛ "ومصدره اللغا"٦ قال:

ورب أسراب حجيج كظم ... عن اللغا ورفث التكلم٧

وكذلك اللغو قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} أي بالباطل وفي الحديث: " من٨ قال في الجمعة: صه فقد لغا " أي تكلم ٩. وفي هذا كاف.


١ سقط الواو في ج.
٢ في أ: "فأصوات".
٣ في المطبوعة وأ، ج: "لفة" ولا يناسب السياق. وما هنا يوافق ما في ش، ب.
٤ ذكر هذا في حرف الواو.
٥ كذا بالواو التي تكون في الرفع لتبدو المضاهاة لـ"يلغون" وفي المخصص ج١ ص٧ "كرين" وهي ظاهرة.
٦ زيادة من ج.
٧ سقط صدر البيت في أ. هو لرؤبة، ونسبه ابن يرى للعجاج وهو الصواب، انظر اللسان في "لغو" وديوان العجاج. و"رب"، تبعت في هذا الضبط ش، واللسان في كظم ولغا، وفي المطبوعة، وب: "رب" بضم الراء وأسراب جمع سرب وهو في الأصل القطيع من الوحش والظباء، استعير للطائفة من الحجيج، وقد ضبطتها من غير تنوين مضافة تبعا لما في اللسان، وكظم أي سكوت.
٨ لفظ الحديث في البخاري في أبواب الجمعة: "إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت والإمام يخطب فقد لغوت" , وانظر الجامع الصغير في حرف الألف.
٩ كذا في الأصول وفي اللسان، ويفسر شراح الحديث هنا اللغو بالكلام بما لا ينبغي.

<<  <  ج: ص:  >  >>