للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في المستحيل، وصحة قياس الفروع، على فساد الأصول]

...

ونحو من ذلك لفظ الدعاء ومجيئة على صورة الماضي الواقع؛ نحو أيدك الله، وحرسك الله، إنما كان ذلك١ تحقيقا له وتفؤلا٢ بوقوعه أن هذا ثابت بإذن الله، وواقع٣ غير ذي شك. وعلى ذلك يقول السامع للدعاء إذا كان مريدا لمعناه: وقع إن شاء الله ووجب لا محالة أن٤ يقع ويجب.

وأما قوله:

ولقد أمر على اللئيم يسبني

فإنما حكى فيه الحال الماضية، والحال لفظها أبدا في بالمضارع؛ نحو قولك: زيد يتحدث ويقرأ، أي هو في حال تحدث، وقراءة. وعلى نحو من حكاية الحال في نحو٥ هذا قولك: كان٦ زيد سيقوم أمس، أي كان متوقعا "منه القيام"٧ فيما مضى. وكذلك قول الطرماح:

واستيجاب ما كان في غد

يكون عذره فيه: أنه جاء بلفظ الواجب؛ تحقيقا له، وثقة بوقوعه، أي إن الجميل منكم واقع متى أريد، وواجب متى طلب.

وكذلك قوله:

أوديت إن لم تحب حبو المعتنك

جاء به٨ بلفظ الواجب؛ لمكان حرف الشرط الذي معه، أي إن هذا كذا لا شك فيه، فالله الله "في أمرى"٩ يؤكد بذلك١٠ على حكم في قوله:

يا حكم الوارث عن عبد الملك


١ في د، هـ، ز: "فيه".
٢ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "تفاؤلا".
٣ سقط حرف العطف في ش.
٤ كذا في ش، وفي ز، ط: "أي".
٥ في ط: "مثل".
٦ زيادة في ط.
٧ كذا في ز، ط، وفي ش: "للقيام".
٨ سقط في ش.
٩ كذا في ش، وفي ز، ط: "في".
١٠ في ز، ط، وفي ش: "ذلك".

<<  <  ج: ص:  >  >>