للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب في الرد على من ادعى على العرب عنايتها بالألفاظ وإغفالها المعاني:

اعلم أن هذا الباب من أشرف فصول العربية وأكرمها وأعلاها وأنزهها. وإذا تأملته عرفت منه وبه ما يؤنقك ويذهب١ في الاستحسان له كل مذهب بك. وذلك أن العرب كما تعنى بألفاظها فتصلحها وتهذبها وتراعيها٢، وتلاحظ أحكامها بالشعر تارة وبالخطب أخرى وبالأسجاع التي تلتزمها وتتكلف استمرارها فإن المعاني أقوى عندها وأكرم عليها وأفخم قدرًا في نفوسها.

فأول ذلك عنايتها بألفاظها. فإنها لما كانت عنوان معانيها وطريقًا إلى إظهار أغراضها ومراميها أصلحوها ورتبوها٣، وبالغوا في تحبيرها وتحسينها؛ ليكون


١ كذا في أ. وفي ش، ب: "تذهب".
٢ كذا في أ. وفي ب: "تداعبها"، وفي ش: "تداعيها".
٣ في د: "زينوها".

<<  <  ج: ص:  >  >>