للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب القول على الاطراد والشذوذ]

أصل مواضع "ط ر د " في كلامهم التتابع والاستمرار. من ذلك طردت الطريدة إذ اتبعتها واستمرت بين يديك ومنه مطاردة الفرسان بعضهم بعضًا ألا ترى أن هناك كرًّا وفرًّا فكل يطرد صاحبه. ومنه المطرد: رمح قصير يطرد به الوحش واطرد الجدول إذا تتابع ماؤه بالريح. أنشدني بعض أصحابنا لأعرابي:

مالك لا تذكر أو تزور ... بيضاء بين حاجبيها نور

تمشي كما يطرد الغدير

ومنه بيت الأنصاري ١:

أتعرف رسمًا كاطراد المذاهب

أي كتتابع المذاهب وهي جمع مذهب وعليه قول الآخر ٢:

سيكفيك الإله ومسنمات ... كجندل لبن تطرد الصلالا

أي تتابع إلى الأرضين الممطورة لتشرب منها, فهي تسرع وتستمر إليها. وعليه بقية الباب.

وأما مواضع "ش ذ ذ" في كلامهم فهو التفرق التفرد؛ من ذلك قوله:

يتركن شذان٣ الحصى جوافلا


١ الأنصاري: هو قيس بن الخطيم. والمذاهب. جلود مذهبة بخطوط يرى بعضها في أثر بعض. وبقية البيت:
لعمرة وحشا غير موقف راكب
وانظر اللسان في ذهب وطرد، والديوان ١٠، وجمهرة أشعار العرب في المذهبات.
٢ هو الراعي يصف الإبل واتباعها مواضع المطر. فالمسمات، الإبل ولين: يريد لبنى، وهو واد حوله هضب كثير شبه به الإبل. وقوله تطرد الصلال أي تتابع إليها فحذف الجار وأوصل الفعل والصلال جمع صلة وهي مواقع المطر فيها نبات فالأبل ترعاها، انظر اللسان في طرد وصلل، والمخصص ٢٠٩/ ١٠.
٣ شذان "بفتح الشين", وهو وصف على فعلان على أنسب بقوله "جوافلا" أن يقرأ: شذان بضم الشين جمعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>