للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في عكس التقدير]

هذا موضع من العربية غريب. وذلك أن تعتقد في أمر من الأمور حكمًا ما وقتامًا ثم تحور١ في ذلك الشيء عينه في وقت آخر فتعتقد فيه حكمًا آخر.

من ذلك الحكاية عن أبي عبيدة ٢. وهو قوله: ما رأيت أطرف٣ من أمر النحويين؛ يقولون: إن علامة التأنيث لا تدخل على علامة التأنيث وهم يقولون "علقاة " وقد قال العجاج:

فكر في علقي وفي مكور٤

يريد أبو عبيدة أنه قال: "في علقي " فلم يصرف التأنيث ثم قالوا مع هذا "علقاة " أي فألحقوا تاء التأنيث ألفه. قال أبو عثمان ٥: كان أبو عبيدة أجفى من أن يعرف هذا. وذلك أن من قال "علقاة " فالألف عنده للإلحاق بباب جعفر كألف "أرطى " فإذا نزع الهاء أحال اعتقاده الأول عما كان عليه وجعل الألف للتأنيث فيما بعد فيجعلها للإلحاق مع تاء التأنيث وللتأنيث إذا فقد التاء. ولهذا نظائر. هي قولهم ٦: بُهمي٧ وبُهماة وشكاعى٨ وشكاعاة، وباقلى وباقلاة ونقاوى٩، ونقاواة،


١ أي ترجع. وهو هكذا في أ، ب. وفي ج: "تجوز" وكذا هو في ش فيما يبدو للقارئ، وهو تحريف.
٢ كذا في الأصول ما عدا ش ففيها: "عبيد" وهو خطأه وما أثبت هو الصواب.
٣ كذا في أ، ب، ش. وفي ج: "أظرف".
٤ هذا في وصف الثور الوحشي الذي شبه به ناقته. ويروى: "فحط" بدل "فكر" ويروى أيضا بدلهما "يستن" أي يرعى في العلقى وفي المكور، وهي جمع مكر -كضرب- وهو ضرب من النبات، كالعلقى. وانظر أراجيز العرب ٩٢ وديوان العجاج والكتاب ٢/ ٩ وشرح شاهد الشافية للبغدادي ٤١٧.
٥ انظر الكشاف في سورة المؤمن عند قوله تعالى: {يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} والجار بردي على الشافية ٣١٥.
٦ كذا في أ. وفي ش، ب: "هو".
٧ هو ضرب من النبات من خير المراعي. ولا يثبت سيبويه بهماة ألف بهمى عنده للتأنيث وانظر الكتاب ٢/ ٩.
٨ من دق النبات يتداوى بها.
٩ ضرب من النبات له زهر أحمر. وقوله: "نقاوى ونقاواة" بالنون كذا في أ، ب، ج. وفي ش: "تفاوى وتقاواة". وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>