للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في التطوع بما لا يلزم]

هذا أمر قد جاء في الشعر القديم والمولّد جميعًا مجيئًا واسعًا.

وهو أن يلتزم الشاعر ما لا يجب عليه ليدل بذلك على غُزره١ وسعة ما عنده. فمن ذلك ما أنشده الأصمعي لبعض الرجاز:

وحسدٍ أوشلت من حظاظها ... على أحاسي الغيظ واكتظاظها٢

حتى ترى الجوّاظ من فظاظها ... مدلوليًّا بعد شدا أفظاظها٣

وخُطَّةٍ لا روح كظاظها ... أنشطت عني عروتي شظاظها٤

بعد احتكاء أربتي أشظاظها ... بعزمة جلت غشا إلظاظها٥

بجك كرش الناب لافتظاظها٦


١ الغزر -بضم الغين وفتحها- الكثرة والغزارة.
٢ جاء هذان للشطران في اللسان "حفظ"، و"كظظ". أوشل حظه: أقله وأخسه. والحفاظ واحده الحظ. والأحاسي كأنه جمع الحساء على غير قياس، وهو ما يشرب أو الشرب نفسه، والاكتظاظ من الكظة وهو الامتلاء من الطعام، ويقول ابن سيده كما في اللسان: "إنما أراد اكتظاظي عنها فحذف وأرسل، وهو يريد امتلاءه من الغمّ، ويريد بأحاسي الغيظ: تضمنه الغيظ منهم، الأنسب أن يكون احتساء الغبظ الاكتظاظ من الحد، والإضافة في "اكتظاظها" على وجهها، وانظر اللسان "حظظ، وكظظ، وحسا".
٣ الجواظ، المتكبر الجافي. الفظاظ: الفظاظة. ويقال: اذلولي: ذلَّ وانكسر قلبه، والشدا بالدال المهملة، وفي اللسان بالذال المعجمة. والأول: الحد والبقية، والثاني: الحدة، وهو أيضًا الأذى. والأفظاظ واحده الفظ، وجاء الشطران في اللسان "فظظ".
٤ الخطة: الخطب والأمر المهم. والروح: الراحة والنجاة من غمّ القلب، وأصله برد نسيم الريح، والكظاظ: الملازمة على الشدة، والشظاظ العود الذي يجعل في عروة الجوالق. وأنشط العقدة: حلها. يقول: إنه يحل بثاقب فكره وأصيل رأيه ما تعقَّد من الأمور وأشكل من الأحداث. وورد الشطران في اللسان "كظظ".
٥ الأربة: العقدة. والإشظاظ مصدر قولك: أشظه: جعل فيه الشظاظ. واحتكاء الأربة أن يحكم شدها. والغشا جمع الغشوة وهو الغطاء، والإلظاظ: لزوم الشيء والمثابرة عليه. وورد الشطر الأول في اللسان "كظظ".
٦ أفتظه: شق عنه الكرش أو عصره منها، والبج: الشق. وبج كرش الناب في المفارز عند الحاجه إلى الماء وورد هذا الشطر في اللسان "فظظ".

<<  <  ج: ص:  >  >>