للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن كانا متصلين ادّغما نحو: مرضية ومدعوة فإن كان الأول غير لازم فك في المتصل أيضًا نحو قوله:

بان الخليط ولو طووعت ما بانا١

وقول العجاج:

وفاحم دووى حتى اعلنكسا٢

ألا ترى أن الأصل داويت وطاوعت فالحرف الأول إذًا ليس لازمًا. فإن كانا بعد الفتحة ادغما لا غير متصلين ومنفصلين وذلك نحو: قو وجو وحي وعي ومصطفو واقد وغلامي ياسر؛ وهذا ظاهر.

فهذا ونحوه طريق ما لا بد منه؛ "وما لا يجري مجرى التحيز إليه والتخير له"٣.

وما منه بد هو الأكثر وعليه اعتماد القول وفيه يطول السؤال والخوض وقد تقدم صدر منه ونحن نغترق٤ في آتي الأبواب جميعه ولا قوة إلا بالله فأما إن استوفينا في الباب الواحد كل ما يتصل به -على تزاحم هذا الشأن وتقاود بعضه مع بعض- اضطرت الحال إلى إعادة كثير منه وتكريره في الأبواب المضاهية لبابه وسترى ذلك مشروحًا بحسب ما يعين الله عليه وينهض به.


١ هذا مطلع قصيدة لجرير. وبقية البيت:
وقطعوا من حبال الوصل أقرانا
٢ الذي في ديوان العجاج ٣١: "يفاحم". وهو متعلق بقوله قبل:
أزمان غراء تروق العنسا
٣ زيادة في ش، ج.
٤ أي نستوعب. والاغتراق والاستغراق معناهما واحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>