للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو علي: ويؤكد ذلك أن العرب اشتقت من الأعجمي النكرة, كما تشتق من أصول كلامها، قال رؤبة:

هل ينجيني حلف سختيت ... أو فضة أو ذهب كبريت١

قال: فـ "سختيت " من السخت٢؛ كـ " زحليل "٣ من الزحل.

وحكى لنا أبو علي عن ابن الأعرابي أظنه قال: يقال درهمت الخبازى؛ أي صارت كالدراهم فاشتق من الدرهم وهو اسم أعجمي. وحكى أبو زيد: رجل مدرهم ٤. قال ولم يقولوا منه: دُرهِم إلا أنه إذا٥ جاء اسم المفعول فالفعل نفسه حاصل في الكف. ولهذا أشباه.

وقال أبو عثمان في الإلحاق المطرد: إن موضعه من جهة اللام نحو قُعدُد, ورِمدِد, وشَملَل, وصَعرَر. وجعل الإلحاق بغير اللام شاذًّا لا يقاس عليه. وذلك نحو جوهر, وبيطر, وجدول, وحذيم، ورهوك٦، وأرطىً, ومعزىً وسلقىً وجعبى. قال أبو علي وقت القراءة عليه كتاب أبي عثمان: لو شاء شاعر أو ساجع, أو متسع, أن يبنى بإلحاق اللام اسمًا, وفعلا, وصفة لجاز له ولكان ذلك من كلام العرب. وذلك نحو قولك: خرججٌ أكرم من دخللٍ وضربب زيد عمرًا ومررت برجل ضرببٍ وكرممٍ


١ حلف سختيت: موثق قوى. يقال كذب سختيت: جالس. والكبريت أراد به رؤية الذهب، وخطئ فيه، والعرب تخطئ في المعاني دون الألفاظ. وانظر شفاء الغليل واللسان. وانظر الديوان ٢٥، والتقريب لأصول التعريب ١١.
٢ السخت: الشديد.
٣ هو السريع.
٤ أي كثير الدراهم.
٥ كذا في ش، ب، وفي أ، ج٤، "إلا أنه جاء".
٦ يقال: رهوك في مشيه: مشى في ضعف كأنه يموج في سيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>