للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكافة على قولهم: الدوام, وليس أحد١ يقول: الديام فعلمت بذلك أن العارض في هذا الموضع إنما هو من جهة الصنعة لا من جهة اللغة.

ومثل ذلك ما حكاه أبو زيد من قولهم: "ما هت الركية تميه ميهًا "٢, مع إجماعهم على أمواه, وأنه لا أحد يقول: أمياه.

ونحو من ذلك ما يحكى عن عمارة بن عقيل من أنه قال في جمع ريح: أرياح؛ حتى نبه عليه فعاد إلى أرواح. وكأن أرياحًا أسهل قليلا؛ لأنه قد جاء عنهم قوله:

وعلي من سدف العشي رياح٣

فهو بالياء لهذا آنس.

وجماع هذا الباب غلبة الياء على الواو لخفتها؛ فهم لا يزالون٤ تسببًا إليها, ونجشًا عنها, واستثارة لها, وتقربًا ما استطاعوا منها.

ونحو هذه الطريق في التدريج , حملهم علباوان على حمراوان, ثم حملهم رداوان على علباوان, ثم حملهم قراوان على رداوان, وقد تقدم ذكره ٥. وفي هذا كاف مما يرد في معناه بإذن الله تعالى.

ومن ذلك أنه لما اطردت إضافة أسماء الزمان إلى الفعل نحو , قمت يوم قمت, وأجلس حين تجلس, شبهوا ظرف المكان في "حيث " فتدرجوا من "حين " إلى "حيث " فقالوا: قمت حيث قمت. ونظائره كثيرة.


١ في أ: "لأحد".
٢ أي ظهر ماؤها وكثر. والركية: البئر.
٣ انظر ص٣٥١ من هذا الجزء.
٤ كذا في أ. وفي ب: "تشبيا" بإعجام الشين. وفي ش: "تشبثا بها وبحثا عنها واستثارة لها". وفي ج: "لا يألون" في موضع "لا يزالون" وتوافق بعدما في أ، وهي جيدة، وقوله "لا يزالون تسيبا إليها"، أي يتسيبون إليها تسيبا، وكذا قوله: "نجشا" أي ينجشون. وقوله: "استثارة" أي يستثيرون، فهي مفاعيل على المصدر" ويجوز أن تكون على الحذف، أي ذوي تسبب إلخ، أو أنه حمل هذه المعاق عليهم على قصد المبالغة. والنجش: البحث عن الشيء واستخراجه.
٥ انظر ص٢١٤ وما بعدها من هذا الجزء.

<<  <  ج: ص:  >  >>