للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسدرة وقصعة مؤنثاتٍ -كما ترى- وأردت أن تكسرها صرت كأنك أردت تأنيث المؤنث: فاستحال بك الأمر إلى التذكير فقلت ظلم وسدر وقصاع وشفار. فتراحعت الإيغال١ في التأنيث إلى لفظ التذكير. فعلى هذا النحو٢ لو دعا داع، أو حمل حامل على "تأنيث٣ نحو" قائمة ومسلمة لكان طريقه -على ما رأينا- أن نعيده إلى التذكير فنقول: قائم ومسلم. هذا لو سوغ مسوغ تأنيث نحو قائمة، وكريمة، ونحو ذلك.

فإن قيل: فليزم على هذا أن لو أريد تذكير المذكر أن يؤنث، قيل: هذا تقرير فاسد، ووضع غير متقبل. وذلك أن التذكير هو الأول، والأصل. فليس٤ لك التراجع عن الأصول؛ لأنها أوائل، وليس تحت الأصل ما يرجع إليه. وليس كذلك التأنيث؛ لأنه فرع على التذكير. وقد يكون الأصل واحدًا وفروعه متضعفة ومتصعدة٥ ألا ترى أن الاشتقاق تجد له أصولًا ثم تجد لها٦ فروعًا، ثم تجد لتلك الفروع فروعًا صاعدة عنها نحو قولك: نبت٧؛ فهو الأصل لأنه جوهر، ثم "يشتق منه فرع"٨ هو٩ النبات، وهو حدث، ثم يشتق١٠ من النبات الفعل، فتقول: نبت. فهذا١١ أصل. وفرع وفرع فرع. فلذلك جار تصور تأنيث المؤنث، ولم١٢ يجز تصور تذكير المذكر. نعم١٣، ولو جاز تصور١٤


١ في د، هـ، ز: "الأفعال".
٢ في ش: "النوع".
٣ كذا في د، هـ، ز، وفي ش: "نحو تأنيث".
٤ كذا في ش، ط، وفي هـ، ز: "وليس".
٥ سقط في ش.
٦ كذا في د، هـ، ز، وفي ش: "له".
٧ في ز: "نبيت".
٨ كذا في د، هـ، ز: "تشنق منه فرعا" وفي ط: "تشتق منه فروع".
٩ في ط: "هن".
١٠ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "تشنق".
١١ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "هذا".
١٢ في ز: "لما".
١٣ سقط في ش.
١٤ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "أن تتصور".

<<  <  ج: ص:  >  >>