للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: أما أعصر فهمزته هي الأصل، والياء في يعصر بدل منها. يدل على هذا أنه إنما بذلك١ لبيت قاله؛ وهو:

أبني إن أباك شيب رأسه ... كر الليالي واختلاف الأعصر

فالياء في يعصر إذًا بدل من همزة أعصر. وهذا ضد ما أردته، وبخلاف ما توهمته. وأما أسر ويسر فأصلان، كل واحد منهما قائم بنفسه، كيتن٢، وأتن وألملم٣، ويلملم. وأما أديه ويديه فلعمري إن الهمزة فيه بدل من الياء؛ بدلالة يديت إليه وأيدٍ ويدي ونحو ذلك، لكنه ليس البدل من ضرب إبدال الواو همزة. وذلك أن الياء مفتوحة والواو إذا كانت مفتوحة شذ فيها البدل، نحو أناة وأجم٤. فإذا كان هذا حديث الواو التي يطرد إبدالها فالياء حرى ألا يكون البدل فيها إلا لضرب من الاتساع، وليس طريقه الاستخفاف والاستثقال.

فإن قلت: فالهمزة٥ على كل حال أثقل من الواو، فكيف عدل عن الأثقل إلى ما هو أثقل منه؟.


١ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "بهذا"، وانظر في أعصر وشعره ص٨٨ من الجزء الثاني، وفي معجم الشعراء للمرزباني ٤٦٦: "أعصر -واسمه منبه بن سعد بن قيس عيلان- وهو أبو القبائل، باهلة وغنى والطفاوة، وهو القائل:
قالت عميرة ما لرأسك بعدما ... فقد الشباب أتى بلون منكر
أعمير إن أباك غير لونه ... كنز الليالي واختلاف الأعصر
فلهذا البيت سمي أعصر، وقوم يقولون: يعصر وليس بشيء"، وهو منقول عن طبقات ابن سلام.
٢ يقال: ولدته أمه بنتا واننا إذا خرجت رجلاه قبل رأسه.
٣ الملم ويلملم موضع، وهو ميقات أهل اليمن للإحرام بالحج.
٤ وأصله وجم من الوجوم، وهو العبوس.
٥ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "إن الهمزة".

<<  <  ج: ص:  >  >>