للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسيطًا ومركبًا، منفردًا ومجتمعًا، ولم يكن من الحق حكم أولئك الأعلام بوجود مناسبة طبيعية بن اللفظ ومدلوله١، فإن لكلِّ لغة أصولًا، وأوائل قد تخفى عنا، وتقصر أسبابها دوننا٢. وكم كان هؤلاء العلماء يتهمون أنفسهم بالجهل حين يُنْعِمون النظر في هذه المناسبة الطبيعية, فلا تنقاد لهم فيما رسموه، ولا تتابعهم على ما افترضوه وتخيلوه! وإذا بقائلهم يقول: "فهذه الطرائق التي نحن فيها حَزْنَةُ المذاهب، والتورُّد لها وَعْرُ المسلك، ولا يجب مع هذا أن تستنكر ولا تستبعد! "٣.


١ هذا رأي فندريس في العلاقة بين اللفظ ومدلوله، فهو يعتقد أن الكلمة توقظ في الذهة صورة ما، وهي ما تزال مستقلة عن المعنى الذي تدل عليه. انظر: Vendryes, Langage, ٢٣٧.
٢ الخصائص ١/ ٥٥٦.
٣ نفسه ١/ ١٠.

<<  <   >  >>