للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ترجرج١. ولا حاجة للتمثيل على تقاربها مع القاف، وتباعدها عن الفاء، فقد استشهدنا على هذين الأمرين.

واللام أبدلوها راء ونونًا على تقارب، وحاء ودالًا على تباعد. وتعاقبها مع الراء، وتباعدها عن الحاء والدال، سبق الاستشهاد عليهما٢. أما تقاربها مع النون فمنه قول الأصمعي: رأيت في أرض بني فلان لعاعة حسنة ونعاعة: وهو نبت ناعم في أول ما يبدو رقيق ثم يغلظ٣.

والميم أبدلوها فاء على تقارب، وقافًا ونونًا على تباعد، وواوًا على تجانس، ورأيناهم يبدلونها باء على تجانس، وجيمًا وراء على تقارب.

وتقاربها مع الفاء واضح، فهما على تباعدهما في المخرج متقاربان صفة٤؛ وأوضح منه تباعدها عن القاف، فلا اتفاق بينهما في المخرج ولا الصفة٥. وتجانسها مع الواو أيضًا لا يوقع في اللبس. ولكن الغريب تباعدها عن النون، على ما اشتهر لدى أكثر العلماء من أنهما خيشوميتان، وإن كان لتلقيبهما بهذا اللقب شروط سنعرفها قريبًا.

وقد أكثروا من إبدالهما حتى خيلوا إلى الباحين أنهما متقاربتان، فقالوا لما غلظ من الأرض: حزن وحزم٦، وقالوا للسحاب: الغيم والغين، وللغاية: المدى والندى، وللون المتغير: امتُقع وانتُقع٧.


١ والرواية هنا عن الأصمعي "انظر المخصص ١٣/ ٢٧٧".
٢ راجح في صفحة سابقة من هذا الفصل.
٣ المخصص ١٣/ ٢٨١. وقارن بما ذكرناه عن اللحياني "ص٢١٤ " في حنك الغراب وحلكه: سواده. ولاحظ كيف رد اللحياني مثل هذا الإبدال إلى اختلاف اللهجات. وقارن أيضًا بقصة أبي حاتم مع أبي الهيثم، السابقة.
٤ انظر الاشتقاق "أمين" ٣٦٣. مثل هوامي الإبل وهوافيها: ضوالها.
٥ نفسه ٣٦٧. نحو: أرمد وارفد: مضى على وجهه.
٦ المخصص ١٣/ ٢٨٤.
٧ المزهر ٤٦٨.

<<  <   >  >>