للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غلظ، منحوتًا من "بخص" و"لخص"١ بإلصاق باء "بخص" المختزلة بمادة "لخص" الباقية على صورتها الثلاثية. ويكون الفعل الرابع المستشهد به "بزعر" ومنه "تبزعر الرجل": ساء خلقه٢، منحوتًا من "بزع" و"زعر"٣ بإلصاق باء "بزع" المختصرة بمادة "زعر" التي لم يختصر منها شيء٤.

وعلى هذه الصورة أيضًا يتم نحت اسم رباعي من كلمتين ثلاثيتين، كالبِرْقش -وهو طائر- فإنه مأخوذ من "برش" التي عوضتها الباء و"رقش" الباقية على حالها٥، كما يتم نحت صفة رباعية من مادتين ثلاثيتين كوصفك الذي حرم الطول بـ"البُحتُر"؛ فإنه منحوت من "بتر" التي رمز إليها بأقوى أحرفها "الباء" بعد إلصاقها بمادة "حتر" التى حفظت أحرفها جميعًا٦.

ويلاحظ في جميع المواد التي اقتبسناها حتى الآن من "المقاييس" أنها تصلح شواهد على الاجتزاء -في الرباعي المنحوت- بحرف الباء وحده


١ البخص "محركة": لحم القدم وأصول الأصابع "القاموس المحيط ٢/ ٢٩٣ " وهو في "المقاييس ١/ ٣٣١" لحمة الذراع والعين وأصول الأصابع. أما اللخص فهو كثرة اللحم، واشتقاقة من "اللخصة" محركة: لحمة باطن المقلة. ومنه لخصت عينه: ورم ما حولها "القاموس ٢/ ٣١٤".
٢ في "القاموس ١/ ٣٦٨" تبزعر علينا: ساء خلقه.
٣ استعمل من مادة "بزع" تبزع الشر: تفاقم "القاموس ٣/ ٤" أما الزعر والزعارة فمعناهما: سوء الخلق. يقال: زعر الرجل زعرًا إذا ساء خلقه وقل خيره "أساس البلاغة ١٩١".
٤ انظر كيف تم النحت في "تبلخص" و"تبزعر" في المقاييس ١/ ٣٣١، وقارن بما ذكرناه واستنتجناه.
٥ البرش معروف، وهو اختلاف اللونين، والرقش كالنقش. وانظر نحت البرقش من هاتين المادتين في المقاييس ١/ ٣٣١.
٦ البتر معروف، وكأن القصير بتر خلقه حين حرم الطول، وأما "الحتر" فهو من حترت وأجترت. وذلك ألا تفضل على أحد، وابن فارس يزعم أن هذا المعنى صار في القصير؛ لأنه لم يعط ما أعطي الطويل "المقاييس ١/ ٣٢٩".

<<  <   >  >>