للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكما أدخلت اللغات الحية على بعض ألفاظها العلمية صدورًا وكواسع "prefixes et suffixes" من لغات الحضارة القديمة "كاليونانية واللاتينية"، يسوغ الذوق أحيانًا إدخال مثل تلك السوابق واللواحق على بعض الألفاظ العربية. ويبدو لنا أن أساتذة جامعة دمشق لم يرتكبوا شططًا حين اضطروا إلى تعريب "Carbonyle" بالفَحْمِيل، و"formyle" بالنَّمْلِيل، و "Amyloide" بالنَّشَوِيد، و"Alcoyle" بالغَوْلِيل، فقد ملكوا العربية المطواع بهذه الكواسع ألفاظًا علمية مختزلة يرضى عنها الذوق ولا يأباها نسيج الكلمة العربية١.

ومن الصدور التي نظن أن لا ضير في ترجمتها لنؤلف بها على طريقة النحت كثيرًا من مصطلحات العلوم والفنون: الصدر اليوناني "A" الذي يكتب "An" أما الأحرف الصوتية، ويفيد بكلا رسميه معنى النفي، فقد قرر مجمع القاهرة ترجمته بكلمة لا النافية مركبة مع الكلمة العربية


١ إذا رغبت في الاطلاع على نماذج من هذه التعريبات العلمية التي وفق إليها زملاؤنا الكرام أساتذة جامعة دمشق، فعليك بالنسخة العربية لمعجم "كلارفيل Clairvlle" التي أشرفت على طبعها في مطعبة الجامعة لجنة مؤلفة من الأساتذة الدكتور مرشد خاطر، والدكتور أحمد حمدي الخياط، والدكتور محمد صلاح الدين الكواكبي. والمعجم -كما هو معروف- خاص بالمصطلحات الطبية.
ولا يسعنا إلا أن نكبر هؤلاء الأساتذة وإخوانهم الذين أعانوهم في هذا العمل الضخم. ونذكر بكثير من الفخر كتاب الدكتور خاطر في علم الجراحة، والدكتور خياط في علم الجراثيم، والدكتور الكواكبي في الاصطلاحات الكيماوية، والدكتور حسني سبح في الأمراض الباطنية، والمرحوم محمد جميل الحاني في علم الطبيعة، فقد برهن هؤلاء جميعًا على أن اللغة العربية تصلح للتعبير عن أدق المصطلحات العلمية.

<<  <   >  >>